ستكون مدينتا فاس وطنجة، يومي الجمعة والسبت، مسرحا لمواجهتين حاسمتين لتحديد طرفي المباراة النهائية لكأس العرش لكرة القدم برسم الموسم الرياضي 2017-2018؛ الأولى بين نهضة بركان والودادي البيضاوي بفاس، والثانية بين وداد فاس والرجاء البيضاوي بطنجة. وبالنظر إلى طابع التكافؤ، الذي يغلب على منافسات كأس العرش، حيث تتساوى حظوظ جميع الفرق لتبقى الكلمة للميدان الذي يشكل الفيصل، فإن التعرف على طرفي اللقاء النهائي لن يحسم إلا بنهاية المباراتين، خاصة أنهما تجمعان بين أربعة من أقوى فرق بطولة هذ الموسم. وإذا كانت التوقعات تصب في مصلحة فريقي الوداد والرجاء البيضاويين باعتبار تاريخهما التليد ومشاركتهما المتميزة عبر التاريخ في هذه الكأس الثمينة وحضورهما القوي في المنافسات القارية والعربية، فإن المفاجأة تبقى مع ذلك واردة، باعتبار أن أضلاع المربع الذهبي يجمع بينها قاسم مشترك يتمثل في الحلم بضمان الحضور في اللقاء النهائي، خاصة بعدما تمكنت من انتزاع تأشيرة المرور إلى هذا الدور وهي عازمة على مواصلة التألق وتعزيز حظوظها في معانقة الكأس الفضية. وتشكل المباراة بين نهضة بركان والوداد البيضاوي، التي سيقودها الحكم رضوان جيد، طبقا يغري بالمتابعة، فعلى الرغم من أن فريق الوداد البيضاوي اعتاد الوجود في مثل هذه الأدوار المتقدمة وله خبرة كبيرة في النهائيات حيث أحرز الكأس تسع مرات، وبدوري أبطال إفريقيا في مناسبتين وبلقب واحد لكأس الكؤوس الإفريقية، وآخر لكأس السوبر الإفريقي، كما فاز مرة واحدة بلقب كأس الأفروآسيوية، وعدة ألقاب عربية، ويتصدر قائمة الفرق المغربية الأكثر تتويجا على مستوى البطولة، فإن نهضة بركان الذي تألق في مشوار البطولة في المواسم الماضية باحتلاله مراكز متقدمة في سبورة الترتيب لن يرضى عن الفوز بديلا للتأهل إلى المباراة النهائية وتدوين اسمه في سجل الأندية الفائزة باللقب لأول مرة في تاريخه. فعلى الرغم من تراجع نتائجه تحت قيادة المدرب الوطني منير الجعواني في هذا الموسم، حيث تلقى العديد من الهزائم آخرها أمام المغرب التطواني بهدف نظيف، ليحتل المركز التاسع ب5 نقاط، فيراوده طموح كبير لبلوغ المباراة النهائية للمرة الأولى. ويدخل فريق الوداد الرياضي لكرة القدم، خلال الموسم الحالي، غمار المنافسات، واضعا نصب عينيه الحفاظ على ثوب البطل، باعتباره أنجح فريق مغربي، على مستوى الألقاب، خلال المواسم الأربعة الماضية. وشكّل الفريق الأحمر الاستثناء ضمن الفرق المغربية بنجاحه في التتويج بلقب البطولة الاحترافية مرتين، ودوري أبطال إفريقيا والسوبر الإفريقي، في ظرف لا يتعدى أربع سنوات، علما أنه في الموسم ما قبل الماضي والموسم الحالي بلغ نصف دوري أبطال إفريقيا. أما لقاء نصف النهاية الثانية، الذي سيجمع بين الرجاء البيضاوي حامل اللقب والوداد الفاسي، أحد أندية القسم الثاني، مساء يوم السبت المقبل، تحت قيادة الحكم هشام التيازي، فلن يحيد بدوره عن طابع القوة والإثارة والتشويق، خاصة أن الفريقين وقعا على بداية موسم موفقة. ويسعى فريقا الرجاء البيضاوي والوداد الفاسي بدورهما إلى تحقيق نتيجة الفوز وبالتالي حجز بطاقة التأهل للمباراة النهائية التي ستكون البوابة لفريق الرجاء للحفاظ على لقبه وحافزا للثاني لتحقيق باكورة ألقابه وتدوين اسمه ضمن الأندية الفائزة بلقب كأس العرش ومحو الصورة الباهتة التي ظهر بها في بداية الموسم الجاري؛ فالفريق البيضاوي، الذي يعيش أزهى لحظاته بوصوله إلى نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية، لن يقنع بغير الفوز لتأكيد قوته وإعطاء الدليل على أنه الفريق الأقوى على الصعيدين المحلي والقاري.