تجدّد الولاياتالمتحدةالأمريكية ممارسة ضغطها في إعادة فرض تقليص المدة الانتدابية لبعثة المينورسو الخاصة بمراقبة وقف إطلاق النار بين طرفي النزاع، إذ أكدت مصادر دبلوماسية أن النقاشات باتت محتدمة بين أعضاء مجلس الأمن الدولي حول الصيغة النهائية للقرار الأممي المرتقب حول قضية الصحراء. النقاشات المحتدمة وصلت حد عقد لقاء هو الثاني من نوعه في أقل من شهر لأعضاء مجموعة "أصدقاء الصحراء الغربية" مساء أمس الثلاثاء، والتي تضم في عضويتها كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا والمملكة المتحدة وإسبانيا، يُعنى بالحسم في قرار التمديد النهائي للبعثة الأممية قبل جلسة التصويت على قرار الأمين العام للأمم المتحدة المقررة مساء اليوم. وفي هذا الإطار، يتخذ ساكن البيت الأبيض قرارا متشددا من أجل جعل نزاع الصحراء ملفا "حركيا" داخل ردهات مجلس الأمن الدولي، وفرض تقديم الأمين العام للأمم المتحدة تقارير دورية للمجلس تروم إظهار مستوى تقدم مسلسل المفاوضات بين أطراف النزاع. فيما تتباين مواقف أعضاء مجلس الأمن دائمة العضوية حول تمديد البعثة الأممية المينورسو، حيث كشفت الصين أخيرا عن موقفها الداعم لمقترح الأمانة العامة للأمم المتحدة وفرنسا وإسبانيا، القاضي بالدفاع عن وجوب تمديد الولاية الانتدابية للبعثة لمدة سنة كاملة، بدل ستة أشهر التي تصر الولاياتالمتحدة على سنها منذ أبريل الماضي. ويأتي القرار الصيني متسقا مع المسودة التي اقترحها الأمين العام للأمم المتحدة الصادرة مطلع شهر أكتوبر الجاري، حيث كشفت عن إرادة أنطونيو غوتريس في فسح المجال أمام مبعوثه الخاص الألماني هورست كولر، لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين المتدخلين في النزاع، خاصة بعد تلقيه ردودا إيجابية من الأطراف بخصوص العودة إلى المحادثات غير المباشرة بالعاصمة الأوروبية "جنيف" مطلع شهر دجنبر المقبل. ولعل اللافت في الأمر هو تعنت الموقف الأمريكي تجاه مصير البعثة الأممية المينورسو المقرون، حسب مستشار أمنها القومي جون بولتون، بإحراز تقدم واضح في حلحلة الملف المعقد، وهو الشخصية ذاتها التي خبرت خبايا النزاع منذ أن كان يشغل منصب مساعد خاص للمبعوث الأمريكي للصحراء جيمس بيكر، كما أنه دأب مرارا على التحدث عن خضوع مجلس الأمن الدولي للمواقف الفرنسية كلما تعلق الأمر بنزاع الصحراء. وتعد جل تدخلات المستشار الأمريكي في قضية الصحراء لا تخدم مصالح المملكة، خاصة أن جون بولتون يعدّ أحد الوجوه السياسية البارزة بالولاياتالمتحدةالأمريكية المؤسسة لتيار "المحافظون الجدد". وقد شغل منصب ممثل الولاياتالمتحدةالأمريكية بمجلس الأمن الدولي في سنوات سابقة، كما دافع بقوة عن فرض خطة جيمس بيكر لحل نزاع الصحراء، داعيا إلى تطبيقها بناء على البند السابع من ميثاق الأممالمتحدة سنة 2003، قبل أن يتمكن المغرب من إجهاض المقترح بالدخول في حرب دبلوماسية ناعمة كرست لبقاء النزاع في خانة البند السادس من الميثاق. وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية فرضت، أبريل الماضي، خطة تقليص مدة ولاية المينورسو من عام إلى ستة أشهر، قصد الضغط على المغرب وجبهة البوليساريو لاستئناف مسلسل التسوية السياسية، وفرض توصل الأطراف المعنية بالنزاع إلى حل سياسي عادل ومقبول ينهي الأزمة التي عمرت لأزيد من أربعة عقود.