أفادت تسريبات من مجلس الأمن أن الإدارة الأمريكية تصر على تمديد عمل المينورسو "بعثة الأممالمتحدة في الصحراء المغربية" لمدة ستة أشهر بدل سنة التي تطالب بها الأممالمتحدة، وذلك تحت ضغط من تيار جون بولتون. وأكد الأستاذ والخبير في مركز إفريقيا والشرق الأوسط للدراسات، الموساوي العجلاوي، أن الموقف الأمريكي داخل مجلس الأمن، بخصوص تمديد مدة المينورسو لمدة ستة أشهرعوض سنة، «لا علاقة له بأي موقف عدائي تجاه المغرب، بل هو موقف أمريكي داخلي من عدد من البعثات والمؤسسات الأممية، إذ تسعى الولاياتالمتحدة نحو تخفيض نفقاتها الخارجية، وهي امتداد لوعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب». وأفاد المصدر نفسه أن مواقف أمريكا تجاه المغرب في المدة الأخيرة، مساندة بشكل أكبر، مشددا على أن «مايقال بالنسبة للمواقف العدائية من وزير الخارجية الأمريكي بولتون، لا تعني صنع قرارات في السياسة الأمريكية، لأن العديد من المؤسسات، صاحبة القول الفصل في المواقف وليس الموقف الشخصي «. ورجح الخبير نفسه، في تصريح لجريدة «الاتحاد الاشتراكي»أن تكون مدة ستة أشهر، هي القرار الأقرب للاتفاق في الاجتماع القادم غدا الأربعاء، لأن الأمر يدخل بالنسبة للرئيس الأمريكي في إطار الحملة الانتخابية المخصصة للنصف في المجلسين، وبالتالي فقضية التوقيت ورقة انتخابية أمريكية داخلية. وحسب مسودة أولية لمشروع القرار، الذي أعدته واشنطن، فإن الدبلوماسية الأمريكية ترغب في التمديد لبعثة المينورسو لمدة ستة أشهر فقط، رغم تأكيد الأمين العام للأمم المتحدة على التمديد لمدة سنة، لإعطاء فرصة للعملية السياسية. وتقرر تأجيل جلسة مجلس الأمن، والتي كانت مبرمجة أمس الاثنين، والمخصصة لمناقشة مقترح التمديد لبعثة المينورسو في الصحراء المغربية، كما تم تعديل برنامج العمل الخاص بمجلس الأمن بشأن الجلسة بعد نشره على الموقع الرسمي للأمم المتحدة. وفيما أيدت فرنسا مقترح التمديد لسنة كاملة، يتشبث الجانب الأمريكي بفرض رؤيته الخاصة للملف، وهو الموقف الذي ربطه المتتبعون بتحركات مكثفة تقوم بها الدبلوماسية الأمريكية خلال الأشهر الأخيرة في مجلس الأمن بخصوص ملف الصحراء، ومسار جديد يجري الإعداد له في الكواليس بهذا الشأن. وأسرت مصادر مقربة من الملف، أن الوفد الأمريكي يرى في المقترح الأمريكي الجديد بشأن مهلة الستة أشهر، أنه يهدف إلى تحريك ملف الصحراء، وتحقيق نتائج لإخراج القضية من جمودها.