وصف محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال، معرض "مواقع خالدة.. من باميان إلى تدمر" بكونه "حدثا ثقافيا عالميا استثنائيا ومميّزا"، مشددا على أنّ هذا المعرض يأتي في سياق عالمي يعرف متغيرات عديدة تفرض على الدولة أن تتحمل مسؤولياتها في حماية التراث العالمي الإنساني. وذكّر الأعرج، في سياق حديثه اليوم الأربعاء بالمؤتمر الصّحافي للمعرض الذي يحتضنه "المركّب الثقافي أبي رقراق" بمدينة سلا، بالعناية الملكية بهذا التراث التي يدفعها الإيمان بالتعايش والتسامح، وزاد قائلا إن المعرض يأتي في إطار محاربة التطرّف والإرهاب الذي دمر الكثير من هذا التراث معطيا مثالا بما حدث في العراق وسوريا، مضيفا أن المعرض يركّز على ضرورة العمل الجماعي من أجل حماية الموروث الثقافي الوطني، والعناية به، وتأمينه، وصيانته، بوصفه موروثا ثقافيا مشتركا للإنسانية جمعاء. بدورها، قالت بهيجة سيمو، مديرة الوثائق الملكية، إن هذا المعرض، الذي نظّمته مديرية الوثائق الملكية بتعاون مع متحف اللوفر ومجموعة المتاحف الفرنسية بباريس بدعم من اليونسكو، يدعو إلى "اكتشاف وإعادة اكتشاف روائع المواقع الأثرية الأركيولوجية الموجودة اليوم في مناطق النزاع"، مثل باميان وخورسباد وتدمر إضافة إلى المسجد الأموي بدمشق، وقلعة الحصن بحمص. ورأت مديرة الوثائق الملكية في احتضان المغرب هذه التظاهرة دعوة من ملك البلاد إلى التمسّك بقيم التسامح والانفتاح والتعايش والمثاقفة بين الشعوب والأمم والحضارات المختلفة، وصرخة ضد العنف والتطرّف وما يترتّب عنهما من تدمير وتخريب للتراث المشترك وللذاكرة الجماعية. ووضّحت سيمو أن هدف إضافة تحف من التراث المعماري المغربي هو دعوة الزوار إلى الاطّلاع على الحقب نفسها في فضاءات مختلفة من الغرب الإسلامي والشّرق الأقصى، والوقوف على مظاهر التلاقح الثقافي بين الغرب والشّرق الإسلاميين من جهة، وبين الحضارات المسيحية والإسلامية من جهة أخرى. وذَكَرت المتحدّثة أن المجتمع العالمي اليوم يواجه أزمات وأحداثا مؤلمة وتهديدات بتدمير تراثه وذاكرته، مبيّنة أن المعرض يأتي في هذا السياق الإنساني من أجل الدعوة إلى التّأمل في التخريب الذي يسود التراث الكوني، وبيع التحف بطرق غير شرعية، مع تنبيه الأجيال إلى ضرورة التشبث والتسلح بقيمهم الموروثة والتسلح بالحذر واليقظة. تجدر الإشارة إلى أن معرض "مواقع خالدة.. من باميان إلى تدمر" سيمتد من نهاية شهر أكتوبر إلى 14 دجنبر من السنة الحالية، ويتضمن تحفا من منطقة شمال غرب إفريقيا وباميان وخورسباد وتدمر والمسجد الأموي بدمشق، وقلعة الحصن بحمص التي تعود إلى فترة الحروب الصليبية وسبق أن حاصرها صلاح الدين الأيوبي.