تبين لنا ان بعض الدول الخليجية تتلاعب بالمواقيت والأشهر العربية والآن وقعوا في ورطة بحيث أنهم أعلنوا إن فاتح محرم سيكون يوم الخميس وبه يستوفي شهر ذي الحجة 31 وهذا الشئ لم نره ولم يحدث من قبل. "" والسؤال المتداول الآن هل الحج كان صحيحا لأن الحجاج وقفوا بعرفة يوما قبل اليوم المحدد. إلا أن الغريب أن الصحافة لم تتداول الخبر والحمد لله أن المغرب لازال يعتمد على الرؤيا الشرعية لإثبات الشهور العربية. إن الأشهر القمرية تثبت شرعا برؤية الهلال بالعين البشرية، سواء في ذلك رمضان وغيره، لقوله صلى الله عليه وسلم صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فان غبي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين رواه الشيخان البخاري ومسلم، والرؤية القمرية المعتمد بها تكون بعد غروب شمس يوم التاسع والعشرين من كل شهر قمري، فان رؤية الهلال بعد الغروب تثبت أن اليوم الذي بعد ذلك هو أول الشهر الجديد، وإلا فاليوم التالي هو نهاية الشهر الحالي، وقد تختلف الرؤية بحسب الأقطار في الأرض الكروية. ولهذا قرر الفقهاء أن القُطر الذي يرى الهلال في الموعد السابق يُعدُّ اليوم الذي بعده أول الشهر الجديد في حقه، والقُطر الذي لا يرى فيه الهلال في الموعد السابق يُعدُّ اليوم التالي في حقه اخر الشهر الحالي. وعليه فقد يختلف دخول الشهر من قُطر دون قُطر يوما واحدا، ولا يمكن أن يختلف أكثر من ذلك، ورؤية القمر بالعين تثبت بشهادة جمع غفير من المسلمين ولا يكتفى في ثبوت الشهر برؤية واحد او اثنين من المسلمين فقط في الأصل، ولكن لقلة الناس المتطلعين للهلال في كثير من الأماكن والسنين اكتفى الفقهاء لثبوت الهلال برؤية اثنين من المسلمين العدول له، فإذا شهدوا عند القاضي برؤية الهلال اثبت القاضي الهلال بشهادتهم، وجعل اليوم الذي يلي ذلك أول الشهر، وقال البعض بل يثبت دخول الشهر برؤية المسلم الواحد العدل الثقة له، وهذا في الشهور كلها، واستثنى أكثر الفقهاء ثبوت شهري رمضان وشوال، فقالوا إذا ثبت بحسب ما تقدم رؤية هلال رمضان في بلد لزم كل مسلمي الأرض الصوم في اليوم الذي بعده، وكذلك شوال، وقال البعض هلال رمضان وشوال كغيره من الشهور واتفق الفقهاء عامة على عدم ثبوت هلال الشهر القمري بالحساب من غير رؤية بصرية له بحسب ما تقدم ولكن اذا ثبت بالحساب وكان قطعيا لا يخطئ باعتراف الجميع أن الهلال لا يمكن أن يرى بالعين في يوم من الأيام ثم جاء البعض وشهدوا برؤيته لم تقبل شهادتهم، لان الشهادة يثبت بها ظن، والقطع اقوي من الظن، اما اذا كان الحساب ظنيا فلا يؤبه له اصلا. وعلى الحجاج جميعا أن يأخذوا برؤية الهلال في مكةالمكرمة، ويقفوا بعرفة يوم التاسع من ذي الحجة بحسب تلك الرؤية، مهما كانت جنسيتهم ولا يجوز لهم ان يخالفوا ذلك، أما باقي المسلمين في الأقطار الاخرى، فيمكن ان يكون يوم عرفة في بلدهم قبل يوم عرفة في مكةالمكرمة بيوم آو بعده بيوم بحسب ما تقدم ولهم ان يمشوا في صومهم في يوم عرفة على حسب رؤية بلدهم. أن شهر ذي الحجة سيكون 31 يوما وهو آمر لم يحدث في التاريخ الإسلامي نهائيا، أن هذه المشكلة حصلت بسبب إدخال شهر ذي الحجة قبل موعده بيوم ويعود السبب الرئيسي لذلك إلى عدم اهتمام الدولة ورجال الدين برأي علماء الفلك وها قد حصل ما لم يتوقعه احد، مؤكدا أن علماء الفلك أشاروا إلى هذا الخطأ، ولكن لم يلتفت أحد إليهم، معتبرا ان هذه التجربة قاسية وخطأ لا يغتفر في التقويم الهجري، ويجب ان نتعلم من هذه التجربة وان يحترم رأي الفلكيين . الدكتورة عائشة الدكالي استاذة بكلية العلوم بمونبلييه فرنسا شعبة الفيزياء النظرية استاذة بكلية العلوم بمونبلييه فرنسا شعبة الفيزياء النظرية