قال عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، إن "المنهج القائم على التعاون والتنسيق يبقى الوسيلة الوحيدة لمعالجة إشكالية الصحة الحيوانية ومحاربة ومقاومة المضادات البكتيرية وبلوغ نتائج دقيقة وعملية". وأضاف أخنوش، خلال كلمة ألقاها اليوم الاثنين في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي الثاني حول "صحة الحيوان ومقاومة مضادات الميكروبات" المنظم بمراكش من لدن المنظمة العالمية للصحة العالمية بشراكة مع ل ONSA، أن "مجهودات خبراء هذا المجال مكنت من مواجهة الأمراض البكترية عند الحيوانات التي كان من الصعب علاجها، سواء تعلق الأمر بالطب البيطري أو الإنساني". وأورد المسؤول الحكومي "أن الاستخدام المفرط أو غير الكافي جعلنا ندرك الجانب الخفي لهذه الإشكالية، من خلال ظهور أمراض جديدة، ومقاومة الباكتيريا للعلاج الذي أصبح غير فعال، لذلك فالغاية من هذا المؤتمر هو الوصول إلى اجراءات ملموسة تمكن من الحد من هذه الخطورة التي تهدد كلا من الحيوان والإنسان". "لقد آن الأوان للانتقال إلى ممارسات عملية، لمواجهة هذا التحدي من طرف كل المتدخلين"، يقول أخنوش أمام 500 خبير و10 وزراء من مختلف دول العالم، مضيفا "أن المغرب وضع مخطط المغرب الأخضر لمواكبة الإستراتيجية الفلاحية وبلوغ أهدافها، ومن أجل الرقي بجودة الإنتاج الفلاحي والفلاحة الغذائية، ولهذه الغاية تم تأسيس المكتب الوطني للسلامة الصحية، سنة 2010، للعناية بصحة الحيوان والإنسان". وتابع الوزير: "مجال تدخل لONSSA واسع جدا؛ لأن هذه المؤسسة تعنى أيضا بالمواد الأولية وتلك الموجهة إلى المستهلك. كما تشرف على تدبير وتتبع كل ما يرتبط بالسلسة الغذائية والدوائية بقطاع الحيوانات، من خلال نظام وبرنامج لمراقبة جودة الأدوية كتلك التي تهم مضادات الميكروبات". وأبرز أخنوش "أن المغرب عمل، منذ سنة 2015 واعتمادا على توصيات المنظمة الدولية للصحة الحيوانية، على تكثيف المجهود العلمي والعملي لمراقبة المقاومة للمضادات المكربية، والعمل على حسن تدبيرها"، مشيرا إلى اتخاذ المغرب للعديد من الخطوات في هذا الاتجاه على المستوى الوطني من طرف لONSSA، سواء على مستوى جمع المعطيات وتحليل المخاطر والمراقبة كل مستويات السلسلة الدوائية، واعتماد معايير بخصوص استعمال المضادات الحيوية لدى الحيوان؛ ما مكن من بلوغ تطور ذي دلالة". وزاد وزير الفلاحة قائلا: "لقد مكنتنا مجهوداتنا المؤسسة على إستراتيجية شمولية تقارب إشكاليات عدة على مواجهة، وضعيات متنوعة خلال السنوات الأخيرة". واستدل أخنوش على قوله "بما حققه قطاع تربية المواشي الذي بلغ 75%، ويشغل 30% بالمجال القروي، ويساهم ب30 إلى 35% من الناتج الخام الفلاحي الوطني"، مؤكدا أن المغرب ربح كذلك رهان القضاء على العديد من الأمراض كالحمى القلاعية والطاعون منذ سنة 2015، وهذا انعكس إيجابا على تصدير الأحصنة إلى كل من أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية"، بتعبيره. عبد الرحمن العبرق، مدير حماية الرصيد الحيواني والنباتي بلONSSA، أوضح لهسبريس أن عقد هذا المؤتمر، الذي ستمتد فعالياته على مدى ثلاثة أيام، بالمغرب راجع إلى "مقاربته المعتمدة على المقاومة التدريجية لمقاربة هذه الإشكالية، والتي أعطت نتائج فعالة؛ وهو ما أثار انتباه المنظمة العالمية إلى صحة الحيوان، من أجل تمكين الدول التي توجد في مستوى المملكة المغربية من هذه الخبرة العلمية". وأشار المتحدث نفسه إلى أن "ما يميز هذا المؤتمر، الذي يحتضنه المغرب، هو حضور العديد من الوزراء (10) لأول مرة في منتدى سياسي سيعرف التصريح بانخراطهم السياسي في مجال مقاومة المضادات البكتيرية عند الحيوانات"، مضيفا "أن العالم يتجند من خلال المنظمات الدولية المعنية بالصحة الحيوانية والبشرية والأمم المتحدة، تتجند من أجل حماية صحة الحيوان والإنسان وسلامة الأغذية"، على حد قول العبرق.