يحتضن المغرب من 29 إلى 31 أكتوبر 2018، أشغال المؤتمر العالمي الثاني للمنظمة العالمية للصحة الحيوانية حول مقاومة مضادات الميكروبات والاستعمال الناجع لها عند الحيوانات. الذي تنظمه -تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس - المنظمة العالمية للصحة الحيوانية بتعاون مع المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية. وخلال الكلمة الافتتاحية، ذكر عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية والقروية والمياه والغابات بالتزامات المغرب «لتكثيف الإجراءات المتخذة من أجل مراقبة مقاومة مضادات الميكروبات وتعزيز استخدامها السليم». ونوه وزير الفلاحة بهذه المبادرة التي تتبناها المنظمات الدولية: منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة والمنظمة العالمية للصحة الحيوانية التي «تعمل منذ عدة سنوات على محاربة خطر مقاومة مضادات الميكروبات سواء عند الإنسان أو الحيوان». وتلعب الأدوية، خاصة المضادات الحيوية، دورا أساسيا في معالجة الامراض التعفنية البكتيرية سواء عند الحيوان أو الإنسان أوفي مجال وقاية النباتات. غير أن استعمالها الواسع على الصعيد العالمي وأحيانا بطريقة غير معقلنة قد يؤدي إلى ظهور مقاومة بكتيرية لهذه المضادات الحيوية، وبالتالي الحد من فعاليتها. وتسمى هذه الظاهرة «المقاومة ضد المضادات البكتيرية»، والتي تشكل حاليا انشغالا رئيسيا للمجتمع الدولي قصد الحفاظ على الصحة الحيوانية والبشرية على حد سواء. وينظم هذا المؤتمر العالمي الثاني بالمغرب، حيث يحظى بأهمية خاصة بالنظر إلى ما أبانت عنه الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للصحة الحيوانية من التزام كبير في مجال تطوير كفاءاتها الوطنية وفقا للمعايير الدولية لمكافحة ظاهرة المقاومة لمضادات الميكروبات. وسيمكن هذا المؤتمر من دعم ودمج المجهودات المبذولة من طرف مختلف المتدخلين سواء على المستوى الوطني أو الدولي. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المؤتمر يهدف إلى زيادة فهم الوضعية العامة لظاهرة المقاومة لمضادات الميكروبات عند الحيوانات بالإضافة الى الخروج بتوصيات قصد التحكم المستدام في مقاومة هذه المضادات البكتيرية مستقبلا مع الحفاظ على الصحة الحيوانية والصحة العامة وسلامة الأغذية. يحضر في هذا الحدث العالمي أكثر من 500 مشارك من 136 بلد عضو في المنظمة العالمية للصحة الحيوانية ممثلين من المندوبين الوطنيين لدى المنظمة العالمية للصحة الحيوانية ونقاط اتصال الوطنية للمواد البيطرية، وكذلك خبراء ومهنيين ومنظمات دولية، بالإضافة الى صناع القرار السياسي ممثلين بمجموعة من الوزراء قادمين من العديد من الدول. ويعكس هذا الحضور الرفيع المستوى، الرغبة والالتزام القوي على المستوى السياسي للانضمام إلى جهود المجتمع الدولي للحد من تأثير ظاهرة المقاومة لمضادات الميكروبات على الصحة الحيوانية والصحة البشرية وعلى البيئة.