أفادت دراسة مصرية بأن مئة مدينة عرفتها مصر القديمة، أحصتها كتب المصريات، تشهد على براعة الفراعنة في تخطيط وبناء المدن قبيل آلاف السنين. وقالت الدراسة ، التي صدرت يوم أمس الإربعاء بمناسبة اليوم العالمي للمدن والذى يصادف في 31 أكتوبر في كل عام، إنه بجانب المدن التي عرفتها مصر قبيل آلاف السنين، فقد قسمت مصر القديمة إلى ما بين 38 و39 إقليما، لافتة إلى أن المدن والأقاليم قسمت تبعا لنظام الري ومساحات الأراضي الصالحة للزراعة، كما عرفت مصر القديمة، تعيين حكام للمدن والأقاليم. وحسب الدراسة، التي أعدها الباحث المصري الدكتور وائل نصر الدين أحمد، رئيس أكاديمية طيبة للتدريب والتنمية، فإن الملك امنمحات الأول فرض على المدن أن تقيم اسوارا عند حدودها، وقام بتنظيم وسائل لإمداد المدن بالمياه، وحدد قيمة الضرائب، وهو الأمر الذى يعنى أن مصر القديمة، عرفت بناء مدن مستدامة ومرنة وقابلة للتطور . وأضافت الدراسة أن خريطة مصر القديمة، حوت مدنا لا تزال تحتفظ بأسمائها الفرعونية حتى اليوم، مثل أسوان وإسنا وسمنود وأسيوط، بجانب مدن ربما تغيرت أسماؤها، مثل " بيت أوزيريس " التي تعرف الآن باسم أبوصير، ومدينة "حورس " التي تعرف اليوم باسم دمنهور، كما كان هناك المدن الرئيسية الثلاث، وهى طيبة ومنف وهليوبوليس. وأشارت إلى أن تلك المدن تمتعت بالأنشطة التجارية التي ضمنت التنمية المستدامة، وتخصصت كل مدينة في نمط زراعي أو صناعى بعينه، مثل سايس التي كانت مركزا لصناعة المنسوجات، وإسنا التي كانت مركزا لصناعة السمك المملح . وطبقا للدراسة، كانت كل مدينة تتميز بمعبدها ومعبودها الذى يحقق لها الشهرة، ويجلب لها آلاف الزوار، الذين كانوا يمنحون تلك المدن رواجا تجاريا كبيرا. وأكدت الدراسة أن ما تطالب به الأممالمتحدة اليوم، حين اتخذت "بناء مدن مستدامة ومرنة " شعارا لاحتفالاتها باليوم العالمي للمدن للعام الجاري ، هو أمر جعله قدماء المصريين نُصب أعينهم قبيل آلاف السنين. وتقول الدراسة إن مدن مصر القديمة، كانت فريدة في جاهزيتها للنمو على الدوام، و " ذا تكوين بالغ التعقيد وعظيم التطور"، ولكنها كانت دائما توهب إلى الآلهة، وكانت مدن منف وطيبة وهليوبوليس، والتي تأسست ما بين سنة 3000 و2000 قبيل الميلاد، من المراكز الحضارية الرائعة في العالم أجمع. يذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة، قررت في عام 2013، جعل يوم 31 من شهر أكتوبر في كل عام، يوما عالميا للمدن، بهدف " نشر الحضرية على مستوى العالم، والدفع قدما نحو التعاون بين البلدان لاستغلال الفرص المتاحة والتصدي للتحديات الحضرية، والمساهمة في التنمية الحضرية في كل أنحاء العالم ".