فادت دراسة مصرية بأن قدماء المصريين مارسوا فنون التمثيل والعروض المسرحية الأسطورية، وأن الاحتفالات الدينية للفراعنة كانت تحتوي على مشاهد تمثيلية. وقالت الدراسة، التي أعدها الباحث المصري في علوم المصريات فرنسيس أمين، والصادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية بحزب الشعب الجمهوري، تزامنا مع انطلاق فعاليات مهرجان السينما الإفريقية وسط المعابد الأثرية بمدينة الأقصر، إن هناك بعض النصوص والرسوم على جدران مقابر ومعابد قدماء المصريين، توثق ممارسة الفراعنة لفنون تقليد الشخصيات بجانب تمثيلهم للأساطير والملاحم الدينية، مثل أسطورة انتصار "حورس" على غريمه الإله "ست" أخذا بثأر والده أوزيريس، بحسب وقائع الملحمة الشهيرة إيزيس وأوزيريس. وأشار الباحث المصري فرنسيس أمين، في دراسته إلى أن من بين الآثار التي وجدت بمقابر الفراعنة "ماسكات تؤكد على معرفة قدماء المصريين بفنون التقليد للشخصيات، وهي الفنون التي كانت تنشط في الأعياد". وأفاد أمين بأن الأعياد، وخاصة الأعياد الدينية، كانت مناسبة للفرح والمرح، وتأدية بعض المشاهد التمثيلية وارتداء "الماسكات " وتقليد الشخصيات، وكانت أعياد انتصار "حورس" على "ست" وتنصيبه ملكا على مصر، بمثابة مناسبة عظيمة لمحبي التمثيل والتقليد. وبحسب الباحث المصري، فإن العروض التمثيلية والطقسية والسحرية أيضا، كانت تقام حول البحيرات المقدسة داخل المعابد المصرية القديمة، وخلال تلك العروض التمثيلية، كانت هناك راقصات ومغنون، وكان هناك أشخاص يقومون بمشاهد تمثيلية. وطبقا للدراسة، تعج جدران المقابر المصرية القديمة، وخاصة تلك المقابر التي شيدتها طبقة النبلاء والنبيلات ورجال الدين، في البر الغربي لمدينة الأقصر بمشاهد تمثيلية، لافتة إلى أن معبد إدفو في محافظة أسوان هو أكثر المعابد الغنية بالمشاهد التمثيلية، حيث يوجد 10 مناظر تصور وصول حورس للبحيرة التي تمكن فيها من قتل " ست " الذى كان في صورة فرس النهر، بأسطورة ايزيس وأوزيريس، وربط "حورس" ل "ست" بسلاسل حديدية، وهو ما يسمى بمشهد الانتصار.