احتفل المصريون بموكب سيدي أبي الحجاج، أمس السبت، حيث خرج الأهالي إلى شوارع وساحات مدينة الأقصر. المدينة الكائنة على بعد 721 كيلومترا من جنوب العاصمة القاهرة، برز ناسها يجرون سفنا بالحبال/ يطوفون بها أرجاء المدينة،في تقليد سنوي يقام منذ أكثر من 800 عام . ويستعيد المصريون في هذا الاحتفال صورا من موكب مهرجان "الأوبت" الفرعوني، حين كان "الإله آمون" يتحرك مستقلا مراكبه النيلية. وكان الفرعون ينطلق من أمام معبد الكرنك متجها نحو الجنوب، حيث معبد الأقصر، فيما يتحرك الآلاف بجانبي نهر النيل وهم يجرون مراكب "الموكب الإلهي لآمون" وهو متجه إلى لقاء زوجته "الإله موت". وتبارى المئات من أهل مدينة الأقصر والمدن المجاورة، بالمناسبة، في ممارسة ألعاب شعبية بساحة معبد الأقصر ووسط المدينة التاريخية، التي تضم بين جنباتها عشرات المعابد ومئات المقابر الفرعونية. ومن بين الألعاب في موسم سيدي أبي الحجاج "التحطيب" أو العصا، وتعود جذورها إلى قدماء المصريين، حيث سجلتها نقوش ورسوم تركها الفراعنة على جدران معابدهم ومقابرهم قبيل آلاف السنين. وأقيم خلال الاحتفال مهرجان "المرماح"، اللعبة الأكثر شهرة، والتي لا تغيب عن موالد مصر، حيث تخصص ساحة واسعة بكل قرية لهذه الممارسة. الطقس يعرف تجمع الفرسان ممن يقتنون ركوب الخيل، التي تتنافس بأناقة فيما بينها على وقع أنغام "المزمار البلدي" ودقات الطبول. ويبقى الفارس على ظهر الأحصنة التي تستعرض مهارتها، ويبرز هو إتقان فنون ركوب الخيل والتسابق والرقص فوق ظهر جواده، أمام المشاهدين من رواد الموالد الشعبية والدينية. جدير بالذكر أن أبا الحجاج الأقصري هو أحد علماء الإسلام، وقد ولد ببغداد وقدم إلى مدينة الأقصر من المنطقة المغاربية، حيث دفن فوق ربوة تطل على إحدى القاعات التابعة إلى معبد الأقصر.