بعد إعلان الأممالمتحدة عن موافقة جميع أطراف النزاع على عقد جولة جديدة من المفاوضات حول نزاع الصحراء، أكد ممثل الجزائر الدائم لدى الأممالمتحدة أن الجزائر أعطت موافقتها على دعوة المبعوث الأممي هورست كولر للمشاركة في المحادثات المرتقبة بالعاصمة السويسرية جنيف يومي 05 و06 دجنبر المقبل. وقال ممثل الجزائربالأممالمتحدة، صبري بوقادوم، في أشغال اللجنة الأممية الرابعة المكلفة بتصفية الاستعمار إن بلاده ستشارك إلى جانب المغرب على طاولة واحدة "بصفتها بلدا مجاورا ومراقبا رسميا في مسار السلام، ولذلك ردت مباشرة بالإيجاب على دعوة الرئيس كولر للمشاركة في مائدة مستديرة بجنيف". وأوضح الدبلوماسي الجزائري أن طرفي النزاع "هما جبهة البوليساريو والمغرب، اللذين وافقا على المشاركة في هذه المفاوضات بحسن نية ودون شروط مسبقة"، في إشارة إلى أن الجزائر ترفض أن تحل محل التنظيم الانفصالي كما تطالب الرباط. ويشترط المغرب مقابل الدخول في مفاوضات مباشرة حول الصحراء أن يجلس مع الجزائر وجها لوجه، باعتبارها الطرف الحقيقي للنزاع منذ تأسيس الكيان الانفصالي، لكن النظام الجزائري يرفض ذلك، مفضلاً تقديم البوليساريو إلى واجهة الصراع. وبرر المغرب، على لسان الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي باسم الحكومة، قبول الجلوس مع البوليساريو لكون الدعوة الأممية موجهة أيضاً إلى الجزائر وموريتانيا في مائدة مستديرة. وفي مُفارقة تبدو غريبة أنه في الوقت الذي كان ممثل الجزائربالأممالمتحدة يُخلي مسؤولية بلده من نزاع الصحراء، كان وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، يتباحث في الجزائر العاصمة مع نائب وزير الخارجية الجنوب إفريقي المكلف بالعلاقات الدولية والتعاون، لولين لاندرز، حول ملف الصحراء. وعقد رئيس الدبلوماسية الجزائرية اجتماعاً مع المسؤول الجنوب الإفريقي، الثلاثاء، تمحور حول التعاون الثنائي في ميدان التنسيق الأمني بين البلدين، والتطرف العنيف، وكذا الهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلى ملف الصحراء، باعتبارهما بلدين داعمين للأطروحة الانفصالية. وعلى هامش اللقاء، قال مساهل، في تصريح للصحافة الجزائرية، إنه تباحث مع المسؤول الجنوب الإفريقي التنسيق بين البلدين "على المستوى القاري أو على مستوى الأممالمتحدة، سواء تعلق الأمر بالدفاع عن مصالحنا كدولتين شريكتين أو الدفاع عن مصالح القارة الإفريقية في المحافل الدولية". وتطرق نائب وزير الخارجية الجنوب إفريقي المكلف بالعلاقات الدولية والتعاون إلى الزيارة، التي قام بها إلى مخيمات تندوف نهاية الأسبوع الماضي، حيث التقى زعيم الجبهة إبراهيم غالي. وقال: "زيارتي إلى الصحراء الغربية، التي قمت خلالها بتقديم مساعدات مادية وإنسانية إلى هذا الشعب كانت مثمرة جدا". وكان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوغريك، قد أكد في مؤتمر صحافي أن المغرب والبوليساريو والجزائر وموريتانيا قبلت دعوة المبعوث الأممي لإجراء محادثات في دجنبر المقبل. وسيعقد مجلس الأمن الدولي جلسة خاصة، أواخر الشهر الجاري، من المتوقع أن يمدد خلالها ولاية البعثة الأممية في الصحراء "مينورسو" لمدة عام، استجابة لتوصية الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.