كاريكاتير خالد كدار يبدو أن مفاوضات الجولة الثالثة بمانهاست، ضاحية نيويورك، بين المغرب والبوليساريو وبرعاية أممية وحضور الدول المعنية بالنزاع، ستؤول إلى الفشل. وتحدثت صحيفة " المساء " افي عددها ليوم الأربعاء تاسع يناير، عن أجواء " جد متشائمة " صاحبت بداية مفاوضات الجولة الثالثة، إذ هدد قياديو جبهة البوليساريو بالعودة إلى حمل السلاح، تهديد رد عليه وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري بصرامة من خلال تأكيده عزم المغرب التصدي لكل محاولة لخرق وقف إطلاق النار بين الجانبين. ولم تؤت الليلة التي قضاها الوفدان، وفد البوليساريو والوفد المغربي، في نفس الإقامة ولا الطعام اللذان تقاسماه، في تليين مواقف الطرفين. "" من أدلة فشل المفاوضات قبل نهايتها، ما نشرته وكالة الأنباء المغربية أمس الثلاثاء، إذ أعلنت أن المغرب يرفض أية محاولة لفرض سياسة الأمر الواقع، وأضاف، وقف وكالة الأنباء الرسمية، أن المملكة المغربية ترفض "المساس بالوحدة الترابية للمملكة أو سيادتها غير القابلة لأي مساومة أو تنازل". وأضافت الوكالة في موقف رسمي للمغرب، أن المملكة المغربية دخلت الجولة الثالثة من المفاوضات حول الصحراء، بنفس روح الثقة والأمل وحسن النية، لتأمل في إجراء حوار جاد حول مشروعها بتخويل منطقة الصحراء حكما ذاتيا، في إشارة إلى المشروع الذي أطلقه المغرب بتمتيع المحافظات الصحراوية بحكم ذاتي موسع تحت السيادة المغربية. المغرب انتقد بشدة جبهة البوليساريو، إذ تحدث عما سماه أزمة داخلية "يعيشها الطرف الآخر، ويقع تحت سيطرة وهيمنة الجزائر، ويستعمل جميع وسائل الاستفزاز من أجل وضع حد لمسلسل المفاوضات ويهدد بالعودة الى الحرب ووضعية التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة". وطالب المغرب المجتمع الدولي إلى التدخل من أجل وضع حد لاستفزازت الطرف الآخر الذي لا يحترم مبادئ وأدبيات المفاوضات، لتتساءل حول إمكانية إجراء مفاوضات حقيقية مع شريك غير مستعد للحوار ولا يملك حرية اتخاذ القرار فضلا عن انه يعمل على خرق الأدبيات التي يتعين أن تسود هذه المفاوضات، كما حذر البوليساريو من المخاطر التي تحذق بمنطقة الصحراء والساحل وخاصة المجموعات المسلحة والإرهاب والهجرة السرية والتهريب وغياب المراقبة والتعاون بين بلدان المنطقة، وأكد أن نجاح المفاوضات على أساس المبادرة المغربية بتخويل الصحراء حكما ذاتيا لن يشكل انتصارا للشعب المغربي فقط وإنما لجميع شعوب منطقة المغرب العربي التي تطمح إلى الوحدة والاندماج. يبدو أن هذه الأجواء ستقتل إمكانية إعلان جولة جديدة من المفاوضات في القريب العاجل، مما يسمح لعودة أجواء التوتر من خلال تكرار جبهة البوليساريو لازمة العودة إلى حمل السلاح.