في الصورة أعضاء الوفد المغربيرفقة الأمين العام للأمم المتحدة أثناءالجولة الأولى للمفاوضات من المقرر أن يسدل الستار، اليوم الأربعاء، عن الجولة الثالثة في مسلسل المفاوضات بين المغرب جبهة البوليساريو، المنعقدة بمانهاست قرب نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، وسط أجواء غير متفائلة، خاصة أن هذا الموعد سبقه توتر وصل إلى حد تلويح البوليساريو بالعودة إلى العمل المسلح. هذا المعطى جعل المراقبين والمحللين لا يتوقعون الشيء الكثير من هذه الجولة، التي حكم عليها بالفشل قبل بدايتها، كما هو الحال بالنسبة لتاج الدين الحسيني، أستاذ القانون والعلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، الذي قال بأن " نتيجة المحادثات تبقى محسومة مادام كل من الجزائر والبوليساريو متشبثان بمواقفهما، وهو ما قد يعيدنا إلى مرحلة اللا سلم واللا حرب " . "" وأوضح الحسيني، أن "هذه الجولة تبقى حاسمة وسيجري من خلالها تحديد ما إذا كانت البوليساريو مستعدة للمفاوضات أم لا، خاصة أن المغرب يعتبر أن مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به هو السقف المسموح به لحل هذا المشكل". وأشار أستاذ القانون والعلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط إلى أنه غير متفائل من نتيجة هذه المفاوضات لأن الجبهة أعلنت عن موقفها المسبق ليس على مستوى النتيجة فقط، بل حتى على مستوى التصعيد بالحرب، ومن يلوح بالعمل المسلح لا أعتقد بأنه يصنع السلم". ورهن تاج الدين الحسيني تقدم المفاوضات أولا بتدخل الدول الكبرى، إذ قال بأنها لا يجب أن تبقى موقف المتفرج، أي أن تضغط لتحريك المحادثات، خاصة فرنسا التي أبدت تأييدها للمقترح المغربي الذي اعتبرته جدي ومسؤول. أما الثاني فربطه ب "المعترك الجزائر" التي اعتبر بأن نجاح المفاوضات رهين بتراجعها عن مواقفها، خاصة أنها تقوم بدعم وتمويل لوجستيكيا وماديا البوليساريو، مشيرا إلى أن "حقيقة الصراع تقف وراءه بالأساس الجزائر". وقال أستاذ القانون والعلاقات الدولية إنه "من دون توجه إيجابي من الجزائر تبقى الصورة غير واضحة، كما أن النتائج محسومة، وبالتالي لن يكون هناك تغيير"، مضيفا أن "الريادة التي تنشدها الجزائر وتبحث عنها في شمال إفريقيا تبقى من خلال إزاحة جميع العقبات لبناء إتحاد مغاربي متلاحم.. وهذه هي الريادة الحقيقية". ومن المنتظر أن تبدأ المحادثات الرسمية، اليوم الثلاثاء بإلقاء خطابات رؤساء الوفود، متبوعة بنقاش. وقال خليهنا ولد الرشيد رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية،أول أمس الاثنين، إن الجزائر والبوليساريو مدعوان لإظهار حسن النية والجدية المطلوبتين لإنجاح الجولة الثالثة من المفاوضات حول الصحراء. وأضاف في تصريح للصحافة، بمدخل إقامة "كرين تري"، "أن الوفد المغربي المشارك في هذه الجولة يحدوه نفس الحماس وحسن النية والجدية كما كان الشأن خلال الجولتين السابقتين". وأشار إلى أن المغرب "ينتظر من الجزائر والبوليساريو، مباشرة هذه المفاوضات بنفس الروح". ولاحظ خليهنا ولد الرشيد أن الجزائر لم تبذل جهدا لإنجاح هذه المفاوضات لإيجاد تسوية لهذا النزاع، مبرزا أن البوليساريو يواصل من جانبه استفزازاته من خلال مواقف متناقضة على الدوام. أما الجبهة فاتهمت المغرب، في أحاديث صحافية لمسؤولين فيها، بالالتفاف على قر ارات الأممالمتحدة، كما اعتبرت تصريحات رئيس الوفد بأنها إعلان عن وفاة وفشل مسبق للمفاوضات. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اعتبر،أول أمس الاثنين، أن تسوية قضية الصحراء تتطلب "الصبر والمثابرة والثبات والإرادة الحسنة"، معربا عن الأمل في أن يجري تحقيق تقدم جوهري خلال الجولة الثالثة من المفاوضات. وأوضح بان كي مون، خلال ندوة صحافية بمقر الأممالمتحدة، أنه يتعين على الأطراف المعنية البرهنة على "الصبر والمثابرة والثبات والإرادة الحسنة لتسوية هذا النزاع من خلال الحوار". وعن سؤال حول التهديدات بالعودة لحمل السلاح، التي أطلقها البوليساريو عشية هذه الجولة الجديدة من المفاوضات، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنه من غير المجدي التعليق على مثل هذه التصريحات.