حركة بيطرية دؤوبة عرفتها مدينة الخميسات صباح الجمعة، تزامنا مع اليوم الوطني للوقاية من داء الكلب، حيث استنفر المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA) أجهزته من أجل تدشين حملة تحسيسية لفائدة تلاميذ جماعة حودران القروية، وتلقيح الكلاب التي تملكها أسر المنطقة، فضلا عن تنظيم ندوة مواكبة للنشاطين تبين خطورة الداء القاتل. التلاميذ الذين التحقوا بمدرسة جناتن بالجماعة القروية حودران، منذ الساعات الأولى من صباح اليوم، كانوا على موعد مع عرض تفصيلي يبين كيفية انتشار الداء، وسبل الوقاية منه، وطرق تدارك الإصابة به، عبر عدد من الإجراءات البسيطة، وأخرى تتطلب التنقل صوب أقرب مستشفى قصد تلقي العلاجات التي ستقضي بشكل نهائي على المرض، قبل انتقاله إلى الجهاز العصبي للإنسان. اللقاء أشرفت عليه المديرية الجهوية ل"أونسا" بجهة الرباطسلاالقنيطرة، بحضور ممثلي وزارة الصحة والتربية الوطنية والأوقاف والشؤون الإسلامية، لضمان نشر التوعية من قبل الأطباء والأساتذة والمعلمين وخطباء المساجد، تفاديا لانتشار الداء القاتل للعشرات من المواطنين كل سنة رغم توفر جميع الأمصال المضادة. وفي هذا الصدد، قال يوسف الحور، المدير الجهوي للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بجهة الرباطسلاالقنيطرة، إن "المكتب يخلد اليوم الوطني للكلب من خلال أنشطة عدة تهم خاصة التوعية الصحية لصالح تلاميذ الجماعات القروية، من أجل تلقينهم سبل الوقاية والعلاج من المرض، فضلا عن عملية واسعة لتلقيح الكلاب بشكل مجاني". وأضاف الحور، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "هناك إقبالا كبيرا من لدن المواطنين بخصوص التلقيح، وإضافة إلى كل ما ذكر، جرى تنظيم ندوة بمساهمة جميع القطاعات المعنية من وزارة الداخلية والفلاحة والصحة، والجديد هذه السنة هو حضور وزارتي التربية الوطنية والشؤون الإسلامية، لأنهما تلعبان دورا كبيرا لتبليغ الرسالة من خلال المساجد والمدارس". وأردف المتحدث أن "الهدف من الندوة هو الخروج بتوصيات من أجل معرفة أين وصلنا في محاربة الداء، والاطلاع على معيقات المحاربة، للتمكن من مراقبة المرض لدى الحيوانات، وإيقاف حالات الوفيات التي تحصل بالنسبة للإنسان". من جهتها، قالت إخلاص البربري، أستاذة باحثة بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، إن "المرض ينتشر بشكل كبير بسبب عضة كلب مسعور، كما يمكن أن يصاب الإنسان بالمرض عن طريق عضة حيوانات أخرى"، مسجلة أن "المرض موجود بكثرة في المغرب، وينتقل من كلب إلى آخر بسبب التلاقي الذي يحدث بين الكلاب". وأوضحت البربري، في تصريح لهسبريس، أن "مرض السعار قاتل، لكن أهم شيء يمكن من تفادي تفاقم الوضع هو غسل مكان العضة فور وقوعها بأي شيء كان، مسحوق غسيل أو ماء جافيل أو قطعة صابون، لمدة 15 دقيقة، ثم الالتحاق بأقرب مركز لتلقي العلاجات اللازمة".