قال السيد أحمد بن التهامي المدير العام للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية اليوم السبت بالقنيطرة، إن داء الكلب يتسبب في وفاة أكثر من 20 شخصا سنويا بالمغرب وما يناهز 400 حالة سنويا عند الحيوان. وأوضح السيد بن التهامي، خلال افتتاح يوم دراسي نظمه المكتب تخليدا لليوم العالمي لداء السعار (28 شتنبر ) تحت شعار "داء السعار يقتل .. الى متى" ، أن فصيلة الكلاب تشكل الناقل والخزان الرئيسي للفيروس بالمغرب بحيث تتسبب في جل حالات داء الكلب. وأضاف المدير العام أن هذا اللقاء الذي نظم بشراكة مع وزارات الصحة والداخلية والتربية الوطنية ومعهد الحسن الثاني للزارعة والبيطرة وجمعية الرفق بالحيوان والبيئة، يندرج في إطار التعريف والتحسيس بمدى خطورة هذا المرض على صحة وسلامة الإنسان والحيوان معا وكذا التعريف بأهمية تطبيق التدابير الوقائية اللازمة لمكافحته والقضاء عليه. وأوضح أن اختيار ولاية جهة الغرب الشراردة بني احسن لاحتضان هذه التظاهرة لم يكن محض الصدفة بل جاء استجابة لرغبة ملحة من قبل فعاليات الولاية والمجتمع المدني في إطار مشترك من أجل محاربة هذا الداء الذي لازال سائدا في مختلف جهات المملكة مخلفا أضرارا بصحة الإنسان والحيوان . وأشار السيد بن التهامي إلى أن وزارة الفلاحة بادرت منذ ثمانينيات القرن الماضي إلى وضع برنامج وطني لمحاربة داء الكلب غير أن النتائج المحصل عليها لم تصل إلى الأهداف المحددة مما دفع المسؤولين في الوزارة بتعاون مع وزارتي الداخلية والصحة إلى بلورة استراتيجية جديدة سنة 2000 ، موضحا أن انطلاقة هذا البرنامج كانت سنة 2003 على صعيد تسعة أقاليم نموذجية كمرحلة أولى قبل تعميمه وطنيا ابتداء من أكتوبر 2004. ويرتكز برنامج محاربة داء الكلب على الوقاية الصحية التي تتمثل في القضاء على الكلاب الضالة وعلى الوقاية الطبية من خلال التلقيح المجاني للكلاب المملوكة وتعريف وتحديد الكلاب الملقحة لاسيما في الوسط القروي فضلا عن توعية وتحسيس المعنيين. كما يهدف البرنامج إلى التنسيق والتعاون المستمر بين القطاعات المعنية وكذا تحسين الظروف التي توجد عليها المطارح العمومية وكذا المذابح القروية. وقال السيد بن التهامي في هذا الإطار إن التعاون والتنسيق بين جميع الفعاليات المعنية بمكافحة المرض يشكل أحد الركائز الأساسية في إنجاح برنامج المحاربة، مذكرا بتوقيع دورية وزارية مشتركة بتاريخ 14 نونبر 2003 تحدد مهام ومجالات تدخل كل الجهات المعنية الممثلة في وزارات الفلاحة والصحة والداخلية بهدف مراقبة المرض والعمل على القضاء عليه. ومن جهته أكد السيد عبد الرزاق المنصوري الكاتب العام لعمالة إقليمالقنيطرة على أهمية النهوض بتعبئة شاملة ومستمرة تتدخل فيها كل القطاعات المعنية في اطار برنامج عمل على طول السنة. وأبرز الدور الهام الذي يقوم به المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية وخاصة في مجال المراقبة وحفظ الصحة العامة، مشددا على أهمية تضافر الجهود بين جميع المتدخلين من منتخبين وإداريين وسلطات وأساتذة باحثين وفعاليات المجتمع لمحاربة هذا الداء لأن التكلفة الاجتماعية والاقتصادية باهظة. وتضمن برنامج هذه التظاهرة، التي تميزت بتكريم فعاليات تعمل في مجال الإعلام والصحة لمواكبتها للمبادرات التي يقوم بها المكتب من اجل القضاء على هذا الداء ، تقديم عروض تمحورت على الخصوص حول "داء السعار وإشكالية القضاء عليه : الوضعية الوبائية عند الحيوان واستراتيجية المحاربة" و"محاربة داء الكلب بالمغرب : الحالة الوبائية عند الانسان واستراتيجية العمل " و"دور الجماعات المحلية في محاربة داء السعر" و"محاربة داء السعار التوعية والتحسيس .. الحلقة الأضعف ". وكان المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية قد نظم أمس بمناسبة اليوم العالمي لداء السعار حملات تحسيسية وحصصا في التربية الصحية لفائدة تلاميذ المدارس خاصة بالجماعة القروية اولاد سلامة وجماعة قرية بن عودة وحدادة ولالة ميمونة ، إلى جانب عملية ميدانية شملت تلقيح الكلاب المملوكة وجمع الكلاب الضالة.