على مدى أسبوع كامل عاشت ساكنة الناظور على إيقاعٍ سينمائي فني، إذ استضافت المدينة المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة. وفي هذا الصدد، قالت الممثلة المغربية السعدية أزكون إن المهرجان يعتبر فخرا لمدينة الناظور، معربة عن أمنيتها أن تعم التجربة كافة المدن المغربية، خاصة المهمشة منها؛ "لأنها تستحق أيضا أن تحتضن مهرجانات فنية وسينمائية، فمن غير المعقول حصر السينما في مدينتين أو ثلاث"، وفق تعبيرها. وأضافت أزكون، في تصريح لهسبريس، أن المهرجان فرصة للقاء الفنانين مع جمهورهم، ومع بعضهم البعض من أجل تبادل الخبرات والتجارب، "خصوصا أن المهرجان دولي ويتواجد به مخرجون عالميون وعلى مستوى عال من الاحترافية، كما أنه جاء في حلة رائعة خلقت جوا من البهجة في المدينة". من جهته أكد عز العرب قرشي، وهو أستاذ جامعي ومهتم بالسينما، أن المهرجان توفّق هذه السنة كثيرا في اختيار معالجة هموم المرأة الإفريقية وتسليط الضوء على معاناتها. واعتبر المتحدث أن أهم ما يميز هذا المهرجان عن غيره "هو أنه مهرجان سينمائي فني لكنه بصبغة حقوقية، وهذا راجع طبعا إلى أن المنظم هو مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم، وهو مركز حقوقي بامتياز". وأكد قرشي أن الدورة السابعة من المهرجان أبانت عن تطور ملموس وملحوظ، خصوصا أن مدينة الناظور تحتاج فعلا إلى مثل هذه التظاهرة، لافتا الانتباه إلى مميزات المهرجان، وعلى رأسها تكوين الشباب من خلال ورشات في مجموعة من المجالات، كالتصوير الفوتوغرافي، السيناريو، المونتاج، الإخراج... كما أشاد قرشي بالطابع الإنساني والاجتماعي للمهرجان؛ من خلال "الزيارات التي نظمت إلى دور الأيتام والأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة". مدير المهرجان، عبد السلام بوطيب، قال من جانبه في تصريح لهسبريس إن الإقبال كان كثيفا هذه السنة على الخيمة السينمائية، وأعرب عن أسفه لعدم قدرة المهرجان على دعوة كل الناظوريين؛ قائلا: "الخيمة لم تستوعب أكثر 1500 شخص، لذا نعتذر لأهل الناظور ونعدهم بأننا سنضع أيدينا في يد من يريد نشر الفن والثقافة لتدارك هذا الأمر في الدورات المقبلة". وأضاف رئيس مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم أن هذا الإقبال "يؤكد أن الناظور أصبحت في حاجة ماسة إلى قاعة سينمائية وإلى مسرح أيضا".."هذه الساكنة بهذا الشغف والتطلع إلى المعرفة تستحق كل ما يعطي للحياة معنى"، يختم بوطيب.