سيل من الانتقادات نالته الوزيرة بسيمة الحقاوي عقب وفاة مكفوف، ليل أمس الأحد، إثر سقوطه من مبنى وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية في العاصمة الرباط. فأمام اللامبالاة التي قوبل بها اعتصام العشرات من الأشخاص في وضعية إعاقة بسطح المقر الوزاري، شدد العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي على "ضرورة مساءلة الوزيرة لتقصي حقيقة كارثة إنسانية راح ضحيتها الشاب المكفوف صابر الحلوي البالغ 28 سنة". المعلقون الرقميون استغربوا "عدم تدخل المسؤولة الحكومية لإيجاد حد أدنى من التوافق مع المعتصمين، ووضع حد لمواصلة اعتلاء سطح المبنى"، بينما قال بيان لوزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية إنها "تتأسف وحزينة للحادث الأليم"، موضحة أنه "تم نقل الفقيد عبر سيارة إسعاف قبل أن يفارق الحياة صوب مستشفى ابن سينا بالرباط". وأعلنت الوزارة أن "السلطات المعنية فتحت تحقيقا في الحادث، تحت إشراف النيابة العامة"، وهي الخطوة التي يتابعها المعلقون بغير قليل من التوجس، بعد استحضارهم "العديد من التحقيقات التي طالها النسيان ولم تر النور إلى حدود اللحظة"، وفق تعابيرهم المتطابقة. وتساءل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي عن "قدرة الوزيرة على مواصلة الدخول إلى مقر الوزارة بعد هذا الحادث الأليم"، محملين الحكومة مسؤولية مآل التصعيد الذي ينفذه المكفوفون إثر عدم الوفاء بالتوظيفات التي تعهدت بها الوزيرة بسيمة الحقاوي في وقت سابق، وكذا "تجاهلها لمكتسبات الاتفاقية الدولية المتعلقة بضمان الحق في التشغيل". وطالبت التفاعلات ذاتها ب"ضرورة قيام النواب البرلمانيين بدورهم، ومساءلة الوزيرة عن سبل إيجاد حل لأزمة الأشخاص ذوي إعاقة، خصوصا وأنهم فئة قليلة لا يقتضي إدماجها سوى بعض السلاسة على مستوى الإدارات والوزارات التي ترفض بشكل قاطع أن تطبق القانون الذي يعطي كوطا معينة لصالح إدماج المكفوفين". وفي السياق ذاته، شجب معلقون آخرون طريقة وصول المكفوفين إلى سطح المبنى، وغياب الأمن في محيط وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، متسائلين عن أسباب غياب شروط السلامة اللازمة لحماية المحتجين، خصوصا باستحضار فقدانهم لحاسة البصر، وصعودهم إلى علو شاهق، ما يضاعف من إمكانية سقوطهم. جدير بالذكر أن المكفوفين يستخدمون في كل احتجاجاتهم أساليب تصعيد خطيرة؛ إذ أقدموا خلال شهر مارس الماضي على الاعتصام في وسط قنطرة الحسن الثاني، الرابطة بين مدينتي الرباط وسلا، صابّين البنزين على أجسادهم ولافّين أحزمة حول أعناقهم، لتنقطع بذلك دينامية السير لأزيد من ساعة قبل أن يتدخل الأمنيون لفض الاعتصام.