حلت، اليوم الأربعاء بالعاصمة الرباط، بعثة اقتصادية روسية من تنظيم مجموعة الشركات التابعة للمركز الروسي للصادرات لبحث سُبل تنمية العلاقات التجارية والاقتصادية مع المملكة لتشمل مجالات جديدة؛ من بينها الصناعات الغذائية والسيارات. وضمت البعثة، التي عقدت لقاءً مع مسؤولين مغاربة بوزارة الفلاحة والصيد البحري المغربية، مجموعة من المديرين الكبار من وزارة الفلاحة الروسية والجمعية الوطنية للحوم والوكالة الوطنية للطب عن بُعد ومراكز بحث متخصصة في العلوم والتكنولوجيا وجمعية مهنيي الحبوب ومسؤولي الصحة الحيوانية. وتأتي هذه الزيارة بمناسبة الاجتماع السابع للجنة الحكومية المختلطة بين المغرب وروسيا للتعاون الاقتصادي والعلمي والتقني، والذي من المنتظر أن يجمع وزراء مختلف القطاعين المعنية بالتعاون بين البلدين. وقال خالد بنجلون، نائب رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، في تصريح لهسبريس، إن البعثة الاقتصادية الروسية تسعى إلى تنمية العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، مشيراً إلى أن "هناك بعض القطاعات الاقتصادية التي توفر إمكانات مهمة لم تستغل بعد". وأورد المسؤول باتحاد أرباب العمل المغاربة أن العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين متركزة أكثر على المحروقات والمواد الغذائية، في الوقت الذي يجب فيه عدم إغفال قطاعات واعدة مثل السيارات والسياحة. وأكد بنجلون أن المسؤولين الروس لديهم رغبة للاستثمار في المغرب لما يوفره من انفتاح على أسواق أخرى بفضل توقيعه ل54 اتفاقية تبادل حر تتيح النفاذ إلى أسواق كبيرة وواعدة، وأضاف قائلاً: "هناك اهتمام روسي بالسوق الإفريقية، والمغرب يُعدّ اليوم أول رفيق اقتصادي لروسيا في القارة، ونتطلع إلى تعزيز هذا الأمر أكثر فأكثر". وتتجاوز المبادلات التجارية بين المغرب روسيا حاجز 700 مليون دولار سنوياً، وقد عرفت تحسناً منذ سنة 2010، وزادت أكثر بعد الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس منذ سنوات إلى روسيا والتي عرفت توقيع اتفاقيات قوية همت مختلف القطاعات الحيوية. من جانبه، قال سرجي يوشين، عضو الوفد الاقتصادي والمدير العام للجمعية الوطنية للحوم في روسيا، في تصريح لهسبريس، إن الروس يرغبون في توطيد العلاقات مع رجال الأعمال المغاربة والمنظمات والمؤسسات الاقتصادية. ولفت المسؤول الروسي إلى أن الشركات تشتغل في الغالب بطريقة تقليدية بتركيزها على محيطها المجاور ولا تنظر إلى بلدان أخرى تتوفر على فرص اقتصادية أكثر يمكن استغلالها لرفع التعاون في مختلف المجالات ليعود ذلك بالنفع المتبادل. وخلال اللقاء الافتتاحي لنشاط الوفد الاقتصادي، قال رضوان عراش، مدير مديرية الإستراتيجية والإحصائيات بوزارة الفلاحة والصيد البحري، إن روسيا والمغرب يوفران سوقين مهمين للمقاولات لتنمية اقتصاد الأعمال. وأشار المسؤول بوزارة الفلاحة، في كلمة أمام الوفد، إلى أن "التجارة مهمة جداً في تنمية العلاقات بين البلدين، ولهذا يجب على المقاولات المغربية والروسية أن ترفع من أنشطتها والتبادل فيما بينها ودعم فرص الاستثمار". وأوضح عراش أنه على الرغم "من تطور العلاقات التجارية بين المغرب وروسيا فإن هناك بعض العوائق التي وجب رفعها من كلا الطرفين"، مورداً مثال مساطر التصدير إلى روسيا وضرورة تقليصها لكي تصل المنتوجات المغربية الطرية في الوقت المناسب. ومن المنتظر أن يلتقي الوفد الروسي بعزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، بحضور ممثلين عن الاتحاد العام لمقاولات المغرب لبحث سبل تنمية المبادلات التجارية بين الطرفين ووضع مشاريع استثمارية مشتركة. يشار إلى مركز الصادرات الروسي، الذي نظم البعثة الاقتصادية، تابع لدولة روسيا الاتحادية ومهمته دعم التصدير ويعد شباكا وحيدا من أجل العمل مع المقاولات الروسية الراغبة في التصدير وتوفير الدعم المطلوب لها.