حل الوزير الأول الروسي دميتري ميدفيديف، مساء أول أمس الثلاثاء، بمطار الرباط – سلا في زيارة عمل وصداقة للمغرب تستغرق يومين، حيث أجرى لقاءات مع عدد من المسؤولين المغاربة. ويرافق دميتري ميدفيديف خلال هذه الزيارة وفد هام يضم عددا من أعضاء الحكومة الروسية ورجال الأعمال ومن المسؤولين الكبار. وبمناسبة هذه الزيارة، وبهدف تعزيز علاقات التعاون وشراكة رابح-رابح بين المقاولات المغربية والروسية، انعقد المنتدى الاقتصادي المغربي الروسي الرابع، أول أمس الثلاثاء بالرباط، وينظم هذا المنتدى رفيع المستوى من طرف الاتحاد العام لمقاولات المغرب بشراكة مع مجلس الأعمال الروسي العربي. ويروم هذا المنتدى، الذي عرف مشاركة وفد مهم لرجال أعمال روس، تدارس سبل الترويج للصناعات المغربية وعلامة «صنع بالمغرب» في السوق الروسية وتعزيز الشراكة المغربية الروسية في مجالات صناعات الأدوية والطاقة والتكنولوجيات الجديدة وقطاع البناء والبنى التحتية. وترأس الجلسة الافتتاحية لهذا الحدث وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات عزيز أخنوش ووزير الفلاحة الروسي ألكساندر تكاتشيف، ورئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب مريم بن صالح شقرون وممثل المركز الروسي للتصدير، رشيدبيك تشيركيسوف وسفير روسيا بالمغرب فاليري فوروبييف وسفير المغرب بروسيا عبد القادر لشهب. يذكر أن المواد الغذائية تشكل 97 بالمئة من مجمل الصادرات المغربية نحو روسيا، مايمثل 1،8 مليون درهم سنة 2016 أي 18 بالمئة من مجموع صادرات المغرب من المواد الغذائية. وصدر المغرب نحو روسيا سنة 2016 ما مجموعه 351 ألف طن من المواد الغذائية محتلا المركز الأول في تصدير الطماطم إلى السوق الروسية والثاني بالنسبة للحوامض. وفي مجال الصيد البحري، يأتي المغرب في المرتبة الأولى كأول مزود لروسيا بالسردين المجمد بحجم صادرات بلغ 7،4 ألف طن سنة 2016. وفي هذا الإطار دعا وزير الفلاحة الروسي، ألكساندر تكاتشيف الفاعلين الاقتصاديين المغاربة إلى الرفع من الصادرات المغربية نحو السوق الروسية. وأشاد الوزير الروسي، في تصريح للصحافة عقب محادثات مع وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات عزيز أخنوش على هامش المنتدى، بمستوى العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أن المباحثات تناولت سبل تعزيز التعاون الروسي المغربي وإمكانيات الرفع من المبادلات التجارية بين البلدين. من جانبه، أكد أخنوش أن المباحثات شكلت مناسبة لتدارس سبل الرفع من المبادلات التجارية بين البلدين، مشيرا إلى أن الظروف السياسية والاقتصادية مواتية لذلك تماشيا مع رغبة قائدي البلدين في تعميق أواصر التعاون. وقال إن روسيا تتطلع للمزيد من الصادرات الفلاحية المغربية التي تتمتع بسمعة طيبة في السوق الروسية. كما بحث وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، بالرباط، مع وزير الفلاحة الروسي ألكسندر تكاتشيف، سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين المغرب وروسيا. وقال الوزير الروسي في تصريح للصحافة في أعقاب لقائه مع ناصر بوريطة، إن مباحثاتهما همت بالخصوص «القضايا الاستراتيجية المتعلقة بتطوير تعاوننا الاقتصادي ولاسيما خلق الممر الأخضر»، وهو بروتوكول للتبادل يتوخى «رفع مستوى التدفقات بين المغرب وروسيا». ويهم بروتوكول «الممر الأخضر» الذي وقعه المغرب وروسيا في مارس 2016 تعزيز تبادل المعلومات المتعلقة بتداول البضائع والعربات بين المملكة وفيدرالية روسيا. وأشاد تكاتشيف ب»الحضور القوي للصادرات المغربية، ولاسيما الحوامض والخضر، في روسيا منذ زمن، حيث مافتئ المنتجون يعملون على تطوير عرضهم من منتجات الصناعات الغذائية الموجهة نحو روسيا». وأعرب عن إرادة بلاده في زيادة حجم صادراتها نحو المملكة ولاسيما من القمح والزيوت النباتية والسكر. كما أشاد الوزير الروسي بمستوى الشراكة المغربية- الروسية في مجال الفلاحة، معبرا عن استعداد روسيا لتوسيع مجالها ليشمل الجوانب ذات الصلة باستغلال العربات والآلات الفلاحية. وأضاف أن المحادثات انصبت أيضا حول السبل الكفيلة بإعطاء دينامية للتعاون في المجال الطاقي بين المملكة وفدرالية روسيا. وصرح بأن «الشركات الروسية مستعدة للمساهمة في بناء محطة حرارية بالمغرب. كما أنها على استعداد لتوصيل الغاز الطبيعي المسال (إلى المملكة)»، معتبرا أن أمام المغرب وروسيا «آفاق جيدة لتعزيز هذا التعاون». وكانت موسكو قد احتضنت في يوليوز المنصرم أشغال الدورة السادسة للجنة المشتركة المغربية- الروسية للتعاون الاقتصادي والعلمي والتقني. وشكلت هذه الدورة فرصة ملائمة لرجال الأعمال من كلا البلدين لبحث السبل الكفيلة بتعزيز العلاقات الاقتصادية والنهوض بالاستثمارات المتبادلة وتنويع مجالات التعاون.