انطلقت صباح يوم أمس الخميس 15 شتنبر 2016، بمدينة أكادير، فعاليات المنتدى الاقتصادي المغربي الروسي. المنظم من طرف الإتحاد العام للمقاولات بالمغرب، و بشراكة مع مجلس الأعمال الروسي العربي تحت شعار “فرص اقتصادية لشراكة استراتيجية”. ويشارك في هذا المنتدى ، وزراء مغاربة يتقدمهم محمد بوسعيد وزير المالية إلى جانب عزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري، و مدراء مؤسسات ووكالات مغربية استراتيجية كوكالة مازين، و مريم بنصالح رئيسة الإتحاد العام لمقاولات المغرب بحضور وفد مهم عن الجانب الروسي يترأسه وزير التنمية الإقتصادية الروسي ويضم مسؤولين ورؤساء غرف و فاعلين اقتصاديين ومستثمرين ومسيري وكالات سياحية للأسفار ورؤساء غرف، وذلك بهدف الى إعطاء دفعة جديدة للعلاقات الثنائية المغربية الروسية. وفي كلمة له بالمناسبة،أكد وزير الاقتصاد والمالية، محمد بوسعيد، أنه على الرغم من كون المغرب يعد الشريك الاقتصادي الأول لروسيا على الصعيد الإفريقي، فإن حجم المبادلات التجارية بين البلدين يبقى دون التطلعات المنشودة. مضيفا أن المغرب يحتل موقعا جيوستراتيجي خاص، ويمكنه بالتالي، أن يصبح أرضية استقبال للإنتاج الروسي، مشيرا إلى أن المغرب يتوفر أيضا على الإطار الماكرو-اقتصادي الأكثر استقرارا في المنطقة. من جانبها أوضحت السيدة زينب العدوي والي جهة سوس ماسة، بأن انعقاد المنتدى الاقتصادي المغربي الروسي سوف يقود إلى مشاريع مشتركة، وإنشاء شراكات مغربية روسية في القريب العاجل، خاصة في التصنيع وتجميع بعض الصناعات، مؤكدة أن العلاقات الثنائية بين البلدين قد تطورت بشكل كبير خال السنوات الأخيرة، خاصة على الصعيد الفلاحي، حيث أصبحت روسيا تستحوذ على نسبة مهمة من الصادرات المغربية في هذا المجال، واستحوذت على 13 في المائة من صادرات المغرب من الخضر ما بين شتنبر من العام الماضي وماي 2016، فيما لم تكن تتجاوز ما بين 2014 و2015 نسبة 9 في المائة. وتابعت العدوي إن المغرب يطمح إلى استقطاب السياح الروس، خاصة بعدما استقبلت مدينة أكادير ما يناهز 12 ألف سائح روسي خلال الفصل الأول من هذه السنة، في حين لم يكن هذا العدد يتجاوز 3000 خلال العام الماضي، مضيفة أن السوق الروسية تعد من أكبر الأسواق عبر العالم، من خلال 140 مليون نسمة، منها 20 مليونا تسافر إلى بلدان أخرى من أجل قضاء العطل. وتابعت المتحدثة ذاتها التأكيد على أن المغرب سيواصل جهوده من أجل استقبال ما بين 200 ألف و300 ألف سائح روسي خلال السنة الجارية، منهم 70 ألفا في جهة أكادير، مؤكدة قدرة فنادق الجهة على ذلك بدورها رئسية الاتحاد العام لمقاولات المغرب، مريم بنصالح شقرون وفي كلمة لها بمناسبة افتتاح أشغال منتدى الأعمال المغربي الروسي، قالت، إن العلاقات الاقتصادية بين المغرب وروسيا تظهر مؤشرات إيجابية ومن المتوقع أن يحقق حجم المبادلات الثنائية نحو ثلاثة ملايير دولار برسم 2016. موضحة أن “الصادرات المغربية تضاعفت بنحو 12 مرة في غضون 15 سنة على المستوى الفلاحي لوحده”، فضلا عن تسجيل تقدم واضح في حجم المنتجات ذات القيمة المضافة العالية. وأكدت رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب أنه “اذا تمكنا من تحقيق مثل هذا التقدم، فإنه يمكننا بسهولة تصور تطور للمبادلات في مختلف القطاعات، من قبيل الصناعة والبناء والأشغال العمومية، والطاقة والمعادن، والصيد البحري، والصناعة الغذائية والسياحة”، مؤكدة أن “مجال الاستثمار والاستثمار الصناعي المشترك هما اللذان سنعمل من خلالهما على إرساء هذا النموذج الجديد من الشراكة الاستراتيجية بين المغرب وروسيا”. وأشارت إلى أن المغرب يتيح تنافسية صناعية ولوجستيكية وانفتاحا اقتصاديا على سوق يمثل نحو مليار مستهلك و 55 اتفاقية للتبادل الحر، مضيفة أن المملكة تطمح لتكون أرضية صناعية وملتقى لثلاث قارات. وأبرزت بنصالح شقرون أن روسيا تتميز بإرثها الصناعي وقدرتها على جعل اقتصادها سباقا في العديد من المجالات، بما في ذلك صناعات الصلب والطيران، علاوة على مجال الفضاء والطاقة والمعادن. وخلصت بن صالح شقرون إلى أن الهدف يكمن في تحويل التدفقات التجارية إلى دينامية صناعية واستثمارية، بما يمكن المقاولات الكبرى، وكذا الصناعات الصغرى والمتوسطة من تحقيق تنمية مشتركة. بدوره وزير الدولة ونائب الوزير الروسي في الصناعة والتجارة، فيكتور إيفتوخوف، أكد أن المغرب وروسيا راكما على مدى ستة أشهر رصيدا سياسيا هاما ينبغي استغلاله لتطوير علاقاتهما الاقتصادية. واعتبر أن البلدين يطمحان إلى الرفع من حجم مبادلاتهما التجارية السنوية لتحقق 10 ملايير دولار، مشيرا إلى أن تطوير السياحة بين المغرب وروسيا يعطي مؤشرا جيدا على تنمية التجارة، خاصة على مستوى المقاولات الصغرى والمتوسطة. وأوضح أنه سيتم خلال هذا المنتدى مناقشة العديد من المشاريع، مشددا على أن سلوك المستثمرين الروس حيال الفرص التي يتيحها المغرب يشهد تغيرا نوعيا. تجدر الإشارة إلى أن المغرب وروسيا كانا قد وقعا العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم شملت مختلف المجالات، وذلك خلال الزيارة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى موسكو في شهر مارس المنصرم. ويتضمن برنامج المنتدى الثالث للأعمال المغرب-روسيا، المنظم تحت شعار “فرص اقتصادية لشراكة استراتيجية”، تنظيم جلستين عامتين وخمس ورشات عمل قطاعية حول الفرص الاقتصادية وواقع العلاقات الاقتصادية وآفاق تنمية الاستثمارات.