في حادث مأساوي جديد، لم تنكشف بعد خيوط تفاصيله كاملة، لفظ شاطئ "الشليحات"، التابع لجماعة "المناصرة"، الواقعة في أحواز القنيطرة، جثة طفلٍ قضى نحبه غرقاً بعدما حاولت عائلته الصغيرة المكونة من أب صيادٍ وأمّ وابنين آخرين ركوب البحر أملاً في الوصول إلى الضفة الأخرى، قبل أن ينقلبَ قاربها الصغير في الساحل المقابل للقرية؛ فيما نجا باقي أفرادها بأعجوبة من موتٍ محقق. وحسب معطيات حصلت عليها هسبريس فإن "الحادث وقع نهاية الأسبوع الماضي، بعدما انقلب قارب تقليدي مخصص للصيد قبالة ساحل "بنمنصور"، بالمحاذاة مع منطقة أحواز التابعة ترابياً لإقليم القنيطرة". وأضافت المصادر أن "القارب كان يقل عائلة تضمُّ رب الأسرة، وهو صياد صاحب القارب، بالإضافة إلى زوجته وأبنائه الثلاثة، قضى واحدٌ منهم نحبه غرقاً بعدما انقلب القارب على بعد أمتار قليلة من مكان انطلاقه". وأضافت المصادر ذاتها أن "القارب انطلق من قرية محاذية لجماعة بمنصور الساحلية، وكان يقلُّ عائلة تضمُّ رب الأسرة وزوجته، بالإضافة إلى ثلاثة أطفال (بنتٌ وطفلين)"، مردفة بأنه "في وقت كان يهمُّ القارب بالانطلاق، التحق به عدد من "الحراكة"، وصعدوا إليه، لينقلب بعد انطلاقه مباشرة، على بعد أمتار قليلة من مكان مغادرته". وفور علمهم بالحادث هرع أفراد الدرك الملكي والوقاية المدنية إلى مكانه، حيث تم نقل المصابين والناجين إلى مستشفى الإدريسي بالقنيطرة لتلقي العلاج. ونقلت مصادر حقوقية أن قارباً آخر كان يقلُّ مهاجرين مغاربة انطلق من شاطئ الشليحات نواحي المدينة قبل أن ينقلب بالقرب من شاطئ مولاي بوسلهام؛ فيما انقلب قارب ثالث كان قد انطلق من شاطئ سيدي بوغابة في الشاطئ نفسه بسبب كثرة "الحراكة" الذين كانوا على متنه، ما خلّف إلى حد الآن وفاة شاب يقطن بقصبة مهدية. وكتب أحد أقارب "الحراكة": "أؤكد للجميع نبأ وفاة شقيقي غريقا ليلة أمس إثر محاولة للهجرة السرية بعد انقلاب القارب ضواحي شاطئ مهدية". وأضافت المصادر ذاتها أن "القارب انطلق نهاية الأسبوع الماضي من منطقة قريبة من قرية "أولاد المهدي" بجماعة بنمنصور الساحلية، وكان يقل عدداً من المرشحين للهجرة السرية، أغلبهم ينتمون إلى جماعات قريبة من منطقة المهدية، وكان يضم أفراداً من عائلات مختلفة، تنتمي معظمها إلى القرية نفسها"، مشيرة إلى أن "القارب كان يقل العشرات من الشباب". وتعدُّ منطقة أولاد المهدي القريبة من جماعة بنمنصور أحد أهم معاقل "الحراكة" الذي يتوافدون من قرى قريبة من الساحل قصد الهجرة صوب أوروبا عبر الساحل الأطلسي. وقد كان شاطئ "بنمنصور" لفظ خلال الشهرين الماضيين جثث 4 مهاجرين مغاربة، من بينهم امرأتان، قضوا نحبهم غرقاً إثر انقلاب قاربهم الصغير في الساحل المقابل للقرية؛ فيما نجا أكثر من 18 شخصاً، بعدما تمكنوا من بلوغ ساحل "بنمنصور" سباحةً.