لقي صياد مصرعه غرقا وفقد آخر بعد أن انقلب مركب للصيد الساحلي في ساحل منطقة «اشماعلة»، على الطريق الساحلية المؤدية إلى منطقة الجبهة القريبة من شفشاون. ووقع الحادث يوم الجمعة الماضي، عندما انقلب قارب صغير كان يضم عددا من البحارة عندما كان على أهبة دخول الميناء الصغير. ولقي بحار مصرعه غرقا في الحال فيما تم فقدان ثان، بينما نجا بحار شاب بأعجوبة بعدما استطاع السباحة والوصول إلى الشاطئ. وقال بحارة من ساحل «اشماعلة» إن الصيادين المتوفيين تركا معا ستة عشر ابنا، أحدهما ترك تسعة أبناء، والثاني ترك سبعة أبناء، وهو ما يعتبر حالة إنسانية غير مسبوقة في المنطقة. وتساءل عدد من البحارة عن السبب الذي يجعل الدولة لا تتدخل من أجل وقف الحوادث الأليمة التي تعرفها المنطقة، والتي تجعل الضحايا من الصيادين يتزايدون يوما بعد آخر، خصوصا أن الميناء لا يتوفر على شروط السلامة، وتوجد به كثبان رمال متحركة تحت الماء وصخور، مما يجعل حياة الصيادين البسطاء معرضة للخطر باستمرار. كما تساءل الصيادون عن دور وسائل الإنقاذ، التي لم تفلح في العثور على جثة صياد غرق على بعد أمتار فقط من الشاطئ، وهو ما يطرح بحدة المعاناة المريرة التي يعيشها مئات البحارة في منطقة تعرف تهميشا كبيرا في هذا المجال. ويعيش البحارة، الذين يمارسون الصيد بقوارب تقليدية، أوضاعا اجتماعية ومهنية صعبة للغاية، حيث يفتقرون لأي دعم من الجهات الوصية، ويفتقرون لكل إجراءات الحماية. وكانت القرية البحرية في «اشماعلة» بنيت قبل سنوات بمساعدات قدمتها الحكومة اليابانية، غير أن عملية بنائها شابتها الكثير من العيوب الخطيرة، وهي عيوب شملت الميناء، الذي أصبح يشكل خطرا حقيقيا على البحارة، بالإضافة إلى غياب كلي لكل وسائل الإنقاذ والإسعاف.