أدت الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة التي شهدتها منطقة سيدي إفني إلى مصرع أربع سيدات من عائلة واحدة، فيما مازالت طفلة في سنتها الثانية ترقد بالمستشفى تحت العناية الطبية؛ وذلك بعد أن جرفتهن مياه الوادي بدوار "تيكتان"، بالجماعة الترابية "تانكرفا"، بعدما كنّ منشغلات بجمع ثمار الأركان، قبل أن تباغتهن السيول العارمة بالوادي. وقد تحدّثت مصادر من عين المكان عن انتشال جثث هؤلاء الضحايا اليوم السبت. وأصبحت مناطق عديدة بإقليم سيدي إفني منكوبة بفعل موجة الفيضانات التي ضربتها، حيث باتت قاب قوسين أو أدنى من تكرار سيناريو سنة 2014 حيث عاشت ساكنة هذه المدينة الجنوبية ونواحيها أحلك أيامها، وطالبت حينها بإعلان المدينة منكوبة، جراء الأوضاع المزرية والعزلة، فضلا عن خسائر في الأرواح. ولم تكن السنة الجارية الوحيدة التي شهدت فيها مناطق بسيدي إفني مثل هذه الخسائر في الأرواح والبنيات التحتية بسبب السيول والأمطار الرعدية الغزيرة وجريان الأودية؛ حيث سُجّل في يناير من سنة 2015 مصرع مُسنّكان يبلغ من العمر 72 سنة حينها، بعد أن قضى تحت الأنقاض جراء انهيار منزله الكائن بدوار "لمدنة" بالجماعة القروية "امي نفاست" التابعة لنفوذ دائرة افني. محمد أبودرار، النائب البرلماني عن دائرة سيدي إفني، قال في تصريح لهسبريس: "بداية لا يسعنا إلا الترحم على من وصفن بشهيدات لقمة العيش اللواتي لقين حتفهن أثناء جنيثمار الأركان"، موضحا:"على إثر الأمطار القوية التي شهدتها جهة كلميم وادنون عامة، وإقليم سيدي إفني خاصة، التي نتجت عنها سيول في بعض الأودية، لقيت 4 نسوة حتفهن في إحدى الأودية بمنطقة تيكتان بجماعة تنكرفا". وكانت الضحايا، وفقا للنائب البرلماني،"يجمعن ثمار الأركان لما باغثهن السيل، بعد أن كان الطقس مشمسا ولم تكن هناك بوادر لتغيره"، مستدركا أنه "رغم أن مصالح الأرصاد قد أعلنت تحذيرات عن احتمال نزول أمطار رعدية، إلا أن وعورة المنطقة وطبيعة الساكنة حالت دون الانتباه لتلك المعلومات". وفي جانب آخر، أورد محمد أبودرار أن "التساقطات المطرية في الإقليم خلفت أضرارا جسيمة في البنية التحتية، حيث انقطعت بعض الطرق، سواء الداخلية في بعض الجماعات القروية في ضفتي الإقليم، أو التي تربط الإقليم بالمدن المجاورة، خاصة مدينة كلميم". "ورغم أن سوء الأحوال الجوية قدر لا يسعنا إلا أن نحمد الله عليه في جميع الأحوال، إلا أن ما وقع في البنية التحتية يسائل الحكومة السابقة والحالية، خاصة وأن الإقليم شهد فيضانات مشابهة رصدت على إثرها اعتمادات بالملايير مازالت مشاريعها لم تخرج إلى أرض الواقع بشكل نهائي، لعل أبرزها القنطرة المتواجدة في وسط المدينة، التي لم تنته بها الأشغال إلى اليوم، وهي معرضة للانهيار في حالة تزايد مستوى هطول الأمطار"، يقول أبودرار. وفي السياق ذاته، دعا المتحدّث القطاعات الوزارية المختصة إلى أن "تتحمل مسؤوليتها في التتبع وإخراج مختلف المشاريع التي تم التوقيع عليها، لأن واقعها اليوم يستدعي فتح تحقيق في أسباب تعطلها وسوء حالة ماتم إنجازه". يُشار إلى أن مديرية الأرصاد الجوية الوطنية أفادت بأن زخات رعدية محليا قوية مرتقبة اليوم السبت من الثامنة صباحا إلى غاية منتصف الليل، بعدد من مناطق المملكة. وأوضحت المديرية، في نشرة جوية خاصة، أن هذه الزخات الرعدية التي ستكون في الغالب مصحوبة بتساقط حبات البرد وهبوب رياح قوية حسب المناطق، ستهم أقاليم، أكادير إداوتنان، والحوز، وآسا-الزاك، وأزيلال، وبني ملال، وبنسليمان، وشيشاوة، وشتوكة آيت باها، والحاجب، وقلعة السراغنة، والسمارة، والصويرة، والفقيه بنصالح، وكلميم، وإفران، وإنزكان- آيت ملول، والخميسات، وخنيفرة، وخريبكة، والعيون، ومراكش، ومكناس، وورزازات، والرحامنة، وآسفي، وصفرو، وسطات، وسيدي بنور، وسيدي إفني، وسيدي سليمان، وطانطان، وطرفاية، وتارودانت، وطاطا، وتنغير، وتيزنيت، واليوسفية، وزاكورة.