بعد احتفالات الذكرى ال521 ل"أسبنة ثغر مليلية"، والتي شهدت إنزالاً عسكريا ضخماً رفعت معها أعلام الجارة الشمالية فوق سماء المدينة، عادتْ سلطات المدينة ذات الحكم الذاتي إلى استفزاز المغرب بتنظيم تداريب عسكرية قتالية شاركَ فيها ضباط سامون وعدد من الطلبة العسكريين، بالإضافة إلى شخصيات مدنية وسياسية، يتقدمها خوان خوصي إمبروضا، رئيس الحكومة المحلية. وشهدَ الاحتفال العسكري، الذي حضرهُ مجموعة من الضباط الإسبان يتقدمهم القائد العام لمليلية خوسيه ميخيل دي لوس سانتوس عراتادوس بالإضافة إلى حاكم المدينة خوان خوصي إمبروضا ومندوبة الحكومة سابرينا موح، تنظيم تدريبات عسكرية بسواحل مليلية؛ فقد ظهر مجموعة من الطلبة الضباط بزيهم العسكري وهم يقومون بورشات تدريبية بقيادة كومندو المجموعة. كما الاحتفال العسكري ذاته شهد تنظيم عروض قتالية ومناورات بحرية، الغرضُ منها حماية الحدود البحرية والبرية للثغر السليب. وكشفت وسائل إعلام إسبانية أن تنظيم هذه الورشات العسكرية يأتي بعدما وافقت حكومة مدريد على إرسال جنود متدربين من الكلية العسكرية بسرقسطة إلى مليلية للتدريب، مشيرة إلى أن 200 من طلاب الأكاديمية العسكرية العامة في سرقسطة (السنة الثالثة) تلقوا برنامجا تعليميا من قبل وحدات مختلفة من القيادة العامة للجيش الإسباني بمليلية. ونقلت وسائل إعلام محلية أن التدريبات العسكرية التي سيخضع لها هؤلاء الطلبة ستدوم ل4 أشهر، وستشمل البر والبحر، وسيتم فيها استخدم المدفعية وأسلحة ثقيلة ومناورات عسكرية متعددة. وشدّد خوان خوصي إمبرُوضَا، حاكم مليلية السليبة، ضمن كلمته بالموعد ذاته، على أن مليلية ستظلُّ مدينة "إسبانية بارزة، ويفترض أنها ستكون كذلك". وأضاف المتحدث نفسه أن "الاحترام والتقدير اللذين تتمتعان به القوات العسكرية في مليلية يصعبُ إيجاد مثيله في مكان آخر في إسبانيا"، وفق تعبيره، قبل أن يخاطب "ضباط المستقبل الذين سيواجهون عددا كبيرا من المسؤوليات". وتوقف رئيس المدينةالمحتلة عند التنوع الثقافي الذي يميز مليلية، وقال "نحن جميعاً مختلطون، لا توجد عنصرية وكراهية للأجانب، وكلنا نفهم أن الشيء المهم هو أن نكون تحت عباءة علم إسبانيا وعلمنا الأزرق في مليلية. ولا يمكن أن تكون هناك اختلافات لأن هذه المدينة ستظلُّ إسبانية"، وفق تعبيره. وأشار المتحدث ذاته أمام فوج من الضباط العسكريين إلى أن "المليليين في حاجة ماسة إلى وجود الجيش في مدينتهم"، وقال: "نحن لا نتحدث عن حالة الحرب، بل عن وجودهم في مدينتنا". وأضاف: "إن ذلك يساعدُ على توفير مزيد من الأمن والحماية". وخاطب القيادي في الحزب الشعبي الحاكم في مليلية الطلبة الضباط قائلاً: "يجب عليكم دائما الدفاع عن إسبانيا وحملُ علمنا أينما كنتم وستكونون"، مختتماً كلمته: "أدعوكم إلى التفكير في مليلة كأي مدينة من المدن الإسبانية الأخرى". وتأتي هذه الاستفزازات الجديدة عن العرض العسكري الذي نظمته المدينة احتفالا بالذكرى ال98 لتأسيس "فيلق الإسبان"، الذي عهد إليه بمهام الحرب الاستعمارية في الريف. كما أنها تأتي بعد احتفالات "يوم مليلية" والتي تنظمها إسبانيا في 17 شتنبر من كل سنة، وهو تاريخ سقوط المدينة السليبة في يد المستعمر الإسباني سنة 1497.