في خطوة استفزازية، أقدمت السلطات الإسبانية، أمس الاثنين، على حشد عدد ضخم من القوات العسكرية من الجيش الاسباني يتقدمهم “خوان خوصي إمبروضا” حاكم مليلية إلى جانب كبار الضباط الإسبان، وعدد من المسؤولين والفعاليات السياسية والمدنية، للاحتفال بالذكرى ال 521، لاحتلال مدينة مليلية المغربية. واعترف “خوان خوصي إمبروضا” حاكم مليلية المحتلة خلال كلمة له بالمناسبة، بالقول إن “احتفالات هذه السنة كانت “استثنائية” بالنظر إلى السياق الذي تأتي فيه بعد تناثر غبار أزمة جديدة بين المغرب والسلطات المحلية في مليلية، مورداً أن “هذه العلاقات يجب أن تكون واضحة لا يلفُّها أي غموض خاصة في الجانب التجاري منه”. قبل أن يضيف، أن “الثغر المحتل “مليلية” يعتمد كليا على عائدات التجارة الحدودية مع المغرب، إلا أنه مع وجود هذه الأزمة أصبحنا في حاجة إلى البحث عن بديلٍ”، مؤكدا أنه “لا يمكننا النظر دائما صوب الجنوب “المغرب” ونعتبره منتهى أفقنا، لأن موقعنا يوجد في الشمال وفي علاقتنا مع الأوروبيين”. وأعرب القيادي في الحزب الشعبي الحاكم، عن أسفه لقرار المغرب الذي يخص “منع تصدير واستيراد السلع عبر مليلية، معترفا بأنها “ضربة قوية للاقتصاد المحلي جعلت مكانتنا الاقتصادية تتهاوى بفعل قرار اعتبرته سلطات المملكة المغربية سيادياً”، مؤكدا أن “الدولة المجاورة هي التي تقرر رسميًا أو غير رسمي مستوى الالتزام بمصالح مليلية”، مبرزاً أن قرار إغلاق المقطع الخاص بالبضائع الموثقة كان بمثابة “خيانة”. هذا وتم تقديم مجموعة من العروض الإستعراضية لقوات جيش الإحتلال، بالشاطئ المتواجد بكورنيش وسط المدينةالمحتلة، حيث تم استقدام مجموعة من المروحيات التي قدمت عروض بهلوانية، بالإضافة إلى مشاركة الإنقاذ الإسباني الذي قدم هو الآخر عرضا بين من خلاله كيف يتم إنقاذ المهاجرين السريين العالقين وسط البحر، إلى جانب مشاركة الشرطة المحلية بمجموعة من العروض التي تخص التدخل السريع. وبالتزامن مع ذلك علم ا”ليوم24″، أن سلطات الثغر المحتل عززت من أفراد الحرس المدني والشرطة الوطنية والمحلية، فضلا عن استقدام مروحيتين، وذلك للقيام بالتمشيط الجوي طيلة أيام الاحتفالات التي ستستمر لمدة أسبوع ابتداءا من أول أمس، تحسبا لأي طارئ. هذا، وبالتزامن مع هذا الإحتفال، علم “اليوم24″، من مصادر مطلعة أن فعاليات مدنية بإقليم الناظور وضواحيه، تستعد للرد على هذه الاحتفالات التي تعتبرها “مستفزة و مهينة” بتنظيم وقفات احتجاجية كتعبير على رفضها لاستمرار الاحتلال والمطالبة باسترجاع الثغرين المحتلين “مليلية و سبتة” وباقي الجزر الواقعة تحت السيطرة الإسبانية. وتجدر الإشارة، إلى أن غزو مدينة مليلية “المحتلة” المغربية، من قبل الجيش الإسباني تم خلال شهر شتنبر من سنة 1497، بعد خمس سنوات من سقوط مدينة غرناطة الإسبانية.