في خضمّ حمّى "الحريك" التي تشهدها حاليا عددٌ من شواطئ شمال المغرب، من المرتقب أن تشهد الصالات السينمائية في المغرب وفي عدد من الدول الأوربية، مطلع سنة 2019، عرضَ فيلم مغربي جديد سيحمل عنوان "النزال الأخير"، سيتناول موضوع الهجرة السرية بقالب درامي ممتزج بكثير من التشويق. ووسط أحد المباني المتهالكة، التي تناسب أحداث الفيلم، يشهد العمل حاليا مراحله الأخيرة في التصوير بشاطئ "الديكي" ضواحي طنجة، حيث يعمل طاقم الفيلم بشكل يومي متسارع من أجل المرور إلى مرحلة المونتاج والتوضيب لإخراج الفيلم إلى الوجود في موعده المحدد. ويبدو طاقم العمل مجنّدا لإتمام المهمة، بالرغم من الإرهاق الشديد البادي في الوجوه، وبالرغم من أن الفيلم يعرف مشاركة أطفال؛ ما يعني مجهودا مضاعفا في كل لقطة، بل وفي كل ثانية، من أجل الخروج بمنتوج مُقنع في الأخير. يقول سعيد أنضام، منتج الفيلم، إن "النزال الأخير" المدعم من لدن المركز السينمائي المغربي هو من إخراج المخرج المغربي الفرنسي محمد فكران، ومن بطولة ربيع القاطي، والممثل الفرنسي الجنسية الجزائري الأصل موسى ماسكري، بمشاركة أسماء أخرى معروفة كحبيب القاضي وياسين عزوز وجلال بالفاطمي. أما عن قصة الفيلم، فيقول ابن مدينة ورزازات إنها – باختصار- "حكاية 3 أطفال من مدينة الدارالبيضاء، يراودهم حلم الهجرة إلى أوروبا.. ومن خلال الفيلم وأحداثه، سيكتشف المشاهد كيف سيحاولون تحقيق ذلك بعد أن يصلوا إلى طنجة.. ونترك بقية التفاصيل كي لا نقتل عامل التشويق في الفيلم". وعن أجواء العمل، يضيف المنتج المغربي: "أشتغل مع فريق تقني محترف جدا، حيث بدأنا التصوير في شهر أكتوبر 2017 كمرحلة أولى، بينما المرحلة الثانية كانت في يناير 2018 بالدارالبيضاء. ونحن الآن المرحلة الأخيرة، والتي انطلقت في 15 شتنبر الحالي، وستستمر لمدة 3 أسابيع بطنجة". وبخصوص الجانب التقني للفيلم وإكراهاته، أوضح أنضام أن العمل ضخم جدا، "حيث استعملت فيه تقنيات لأول مرة، خصوصا لتصوير المشاهد تحت الماء، والتي تطلبت ميزانية كبيرة.. الأطفال الذين اشتغلوا معنا كانوا مرافقين بأستاذ متخصص في السباحة، خصوصا أن المشاهد في البحر مؤثرة وقد أخذت منا الكثير من الجهد والمال". من جانبه، يطلّ الفنان المغربي ربيع القاطي على جمهوره من خلال هذا الفيلم الذي يلعب فيه دور البطولة، بشكل مختلف تماما عمّا عهدوه عليه، بشخصية متمرّدة، تحاول الخروج من شرنقة الانكسار، وبملامحَ وشكل شعرٍ مختلف أيضا. عن تيمة الفيلم وعن الدور الذي يجسده فيه، يقول القاطي: "فيلم (النزال الأخير) قيمة مضافة إلى مشواري السينمائي، وهو يعالج قضية مهمة جدا من القضايا التي تهم بلدنا المغرب، قضية اجتماعية مرتبطة بواقع معيشي لشخصيات معينة. أما طريقة المعالجة هي طريقة مختلفة عن باقي الأفلام التي سبق أن تناولت الهجرة السرية كتيمة أساسية". ويضيف القاطي: "يكفي أن نعلم أن السيناريست غوستافو، الإسباني الجنسية، له تجربة كبيرة كمراسل في عدد من بؤر الصراع حول العالم؛ فهو بالتالي كان على احتكاك مباشر بمواضيع الهجرة والنزوح، ينضاف إلى هذا أن مخرج الفيلم هو المبدع محمد فكران.. يمكنك بالتالي تصوّر روعة ما قد يخرجه هذا الثنائي للوجود". وعن شخصيات الفيلم، يوضح القاطي: "شخصيات الفيلم تعيش الانكسار والتهميش والمشاكل على المستوى الاجتماعي، الإنساني والثقافي. فتختار الهجرة بطريقة غير شرعية.. أما شخصية هشام الذي ألعب دوره، فهي شخصية محورية في الفيلم، ولها حضور قوي، كما أنها تتطور في الزمان والمكان، حيث نجد أمامنا في آخر الفيلم "هشاماً" آخر غير الذي كان في بدايته".