قالت مصادر حقوقية محلية من تطوان إن حادث إطلاق النار على زورق إسباني من طرف البحرية المغربية أدى إلى موت شابة مغربية متأثرة بجروح بليغة وجرح ثلاثة شباب، يوجد من بينهم شابان بمستشفى محمد السادس، في حين تم نقل الشاب الثالث إلى الرباط لأن جروحه خطيرة. وكانت وحدة قتالية تابعة للبحرية الملكية، تعمل بالبحر الأبيض المتوسط، اضطرت إلى إطلاق النار على قارب مطاطي سريع (غوفاست) بعد عدم امتثال سائقه للتحذيرات الموجهة إليه، وهو مواطن من جنسية إسبانية، كان متواجدا بصفة مشبوهة بالمياه المغربية. محمد بنعيسى، رئيس مرصد حقوق الإنسان، أكد في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أن الشابة المغربية ضحية الهجرة السرية يبلغ عمرها 22 سنة، مورداً أنه لم يتم التحقق بعد إن كانت تتابع دراستها فعلاً بجامعة عبد المالك السعدي بمرتيل. وحول لجوء السلطات الأمنية المغربية إلى استعمال الرصاص الحي لأول مرة ضد المرشحين للهجرة السرية، أوضح بنعيسى أن الأمر يتعلق بكبار تجار المخدرات الذين يقومون باستغلال المهاجرين غير الشرعيين، مشيرا إلى أن التصعيد المغربي يأتي بعد استفحال ظاهرة "الحريك" بشكل متصاعد بات يهدد السلم الاجتماعي، إثر انتقال مئات الأفراد من مختلف مناطق المغرب نحو شواطئ الشمال. وأضاف المتحدث أن اختراق هذه الزوارق الإسبانية للسيادة المغربية بشكل متكرر كان بمثابة استفزاز واضح للسلطات المغربية، مضيفا أن "الأمر يتعلق بشبكات تهريب متشعبة العلاقات ولها صلة بأطراف مغربية، بحجة أنه لحظة ظهور "الفانتوم" بشاطئ مرتيل تم إطفاء أضواء المدينة"، مستغربا في الوقت ذاته عدم فتح تحقيق في الموضوع. في الصدد ذاته قالت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فرع المضيق، إنها حاولت معرفة مكان سكن الضحية والجرحى الثلاثة، لكن مسؤولي المنطقة الأمنية الإقليمية بالمدينة أكدوا لها أنهم غير معنيين بالحادث، وأن المسؤول عنه هو البحرية الملكية. المصدر الحقوقي ذاته أورد، في بلاغ له، أنه "سيواصل تحرياته لمعرفة مزيد من المعلومات المتعلقة بأسباب استعمال الرصاص الحي تجاه مواطنين عزل، خصوصا أنه لم يكن هناك تبادل لإطلاق النار حسب مصادر موثوقة متعددة". وأثار مقتل الشابة المغربية، التي أطلق عليها عدد من النشطاء لقب "شهيدة الهجرة السرية"، جدلاً واسعاً داخل مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب. وقال الأمير مولاي هشام إن "الحادث الذي أودى على الأقل بحياة سيدة مغربية ضمن مرشحين للهجرة في مياه المضيق-الفنيدق مأساوي، وهو مظهر آخر للأزمة الاجتماعية". واعتبر ابن عم الملك محمد السادس، في "تدوينة" على موقع "تويتر"، أن الحادث "انتقال للاحتجاج المطالب بالعيش الكريم إلى الإصرار على الهجرة"، وزاد: "نحن أمام احتجاج من البر نحو البحر. نعم، حماية الحدود واجب وطني، وبدون شك البحرية الملكية التزمت بقانون إجراءات التحذير ضد الزورق، لكن يبقى الأمر تدخل العنصر العسكري في الاحتجاج، خاصة أنه لم يسبق في الماضي تدخله بالسلاح ضد قوارب الهجرة، فلماذا هذه المرة؟"، قبل أن يضيف: "هذا تطور مقلق ويدعونا إلى التأمل العميق لتفادي الانزلاق".