تعهّد وزير الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، ونظيره الموريتاني، إسماعيل ولد الشيخ، بأن لا تدخر حكومتا البلدين جهداً في سبيل تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التشاور الثنائي بينهما بما يتماشى والمصالح المشتركة، خاصة في المجالين التجاري والاقتصادي. وجاء ذلك في ندوة صحافية على هامش الزيارة الرسمية التي يقوم بها الوزير الموريتاني إلى المغرب. وقال بوريطة، الذي عقد اليوم الخميس جلسة مباحثات رسمية مع نظيره الموريتاني، إسماعيل ولد الشيخ، الذي حلّ بالعاصمة الرباط في زيارة تستغرق يومين، إن "هذا اللقاء يأتي في إطار زيارة عمل وأخوة يقوم بها الوزير الموريتاني إلى بلده الثاني المغرب، وتجسيداً لروابط الأخوة الصادقة التي تجمع بين المملكة المغربية والجمهورية الموريتانية"، مضيفا أن "هذه الزيارة تأتي في إطار دينامية إيجابية تشهدها العلاقات بين البلدين، خاصة بعد تعيين سفير المغرب في نواكشوط". وأورد بوريطة أن "العلاقات المغربية الموريتانية لم تكن ترقى إلى طموحات الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز"، مشيرا إلى أن "هذه العلاقات كما لها أصدقاء لها أيضا خصوم، والإيجابي اليوم أننا لن ندع هؤلاء الخصوم يتحكمون في هذه العلاقات، بل نحن من سيفرضُ إيقاعها من خلال هذه الدينامية الإيجابية التي ستتخللها سلسلة من الزيارات والاجتماعات في القادم من المواعيد". وبعدما توقف المسؤول الحكومي المغربي عند العلاقات القوية بين الشعبين المغربي والموريتاني القائمة على الجوار الجغرافي وروابط تاريخية ووشائج صادقة، وعلى مصالح وتحديات إقليمية يواجهها البلدان، أبرز أن "هذه العلاقات ضاربة في التاريخ، ولا يجب أن تبقى في ظل ما تعيشه اليوم، بل يجب أن يكون لها طموح يستجيب لتطلعات الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز". ودعا بوريطة، في حديثه للصحافة، إلى تفعيل الآليات واللجان المشتركة بين البلدين التي لم تجتمع منذ سنة 2013، وقال: "لقد اتفقت بمعية الوزير الموريتاني على عقد الدورة الثامنة للجنة العليا المشتركة المغربية الموريتانية"، مضيفا: "سنستمر في الاشتغال حتى تبقى هذه العلاقات ضمن أولوية البلدين". من جانبه، قال وزير الخارجية الموريتاني إن "هذه الزيارة تشير إلى دينامية إيجابية جديدة تجسدت في تعيين سفيرين في كلتا الدولتين، وفي تفعيل الآليات المشتركة"، مضيفا أن "الجميع يطمح إلى أن تكون هذه العلاقات على أعلى مستوى لأنها علاقات تاريخية لها جذور ما بين الشعبين وما بين القيادات، وسنعمل على هذا الأساس وسنقوم بتفعيل اللجان المشتركة في أقرب وقت ممكن". وتعهد المسؤول الديبلوماسي الموريتاني بإعادة الدفء إلى العلاقات المغربية الموريتانية، وقال: "سترون أن هناك دينامية جديدة لا بد أن تتجسد على أرض الواقع بأشياء عملية تدل على مستوى عمق هذه العلاقات التي نطمح جميعا إلى تطويرها". وأكمل ولد الشيخ بأن "الرئيس الموريتاني يطمحُ إلى مزيد من التعاون مع المغرب، خاصة في الجوانب الاقتصادية والأمنية والتجارية"، على حد تعبيره.