شباب المهجر يريد المشاركة والمساهمة ولا يريد أن تكون نداءاته صيحة في واد لقد تفاعل مغاربة العالم وخصوصاً الشباب بإيجابية، من أجل الرقي ببلدنا نحو التحديث الدستوري ، نحو إطار يحترم كونية الحقوق ويضمن مشاركة الجميع في البناء، لكن أيضاً في تحمل المسؤولية ، كل من جهته. لأن لا أحد يزايد على الشباب المغربي في المهجر في حبه وإنتمائه للمغرب وعلى روح مواطنته . ومن تم بلد يحبه أبنائه، يجب أن يتجاوب ويتفاعل مع الجميع . مضت سنوات ونحن نترافع ونناصر من أجل وضع الشباب كأولوية في السياسات العمومية، لخلق قطب شبابي لمغاربة العالم .[1] ظننا خيراً في التجاوب مع الحراك الشبابي وساهمنا في رفع الوعي بأن قطار مغربنا، آن له أن يسير بسرعة تتجاوب و تطلعات و الحاجيات الآنية لمواطنيه . فبرهن الشباب وقواه الحية عن روح المواطنة ، وكذا الاستعداد للمشاركة ، واستبشر ذوي الكفاءات من أبناء المغرب في فرصة المشاركة والمساهمة في تنزيل وهندسة ما يحتاجه بلدنا، الذي نظنه مغرب الجميع. هكذا تربينا ونشئنا، وما زلنا نبذل ما في وسعنا من أجل مغرب يشرك الجميع ويضمن فرصاً للجميع ، ديدننا تناغم اجتماعي يسمح بفهم أحسن لمغاربة العالم وشبابهم وكسر الصورة النمطية والأحكام المسبقة السلبية العالقة في أدهان من يعيش داخل المغرب أو من يعيش خارجه. إن مرحلة ما بعد الدستور صدمت تطلعاتنا كشباب مغاربة العالم، كيف لنا أن نشارك وأن نساهم في ظل ما هو مطروح اليوم؟ بصراحة ونقولها عالياً، صدق علينا القول المأثور أنا أشارك ، أنت تشارك وهم يدبرون أو هم يستفيدون . فشلت الحكومة وخصوصاً الأحزاب في ضل قوانينها وأعرافها وطريقة تدبيرها الداخلية في التجاوب مع تطلعات الشباب عموماً وشباب مغاربة العالم من أجل المشاركة بكرامة في مصير البلاد. كنا نعتقد وكان أملنا أن مرحلة ما بعد الدستور ستضمن بيئة المشاركة والثقة وخصوصاً التعبئة وضمان انخراط جماعي من أجل رفع تحديات التنمية والتربية الشاملتين وفهم ما نريده ، وليس ما يراد لنا أو ما يفكر فيه الآخرون مكاننا . تجاوب يشرك شباب الجالية حقيقة لينخرط فيما يصبو شبابنا لبلوغه ، من أجل إشعاع أكتر لبلدنا تشريعياً ، مشاركةً ، إدماجا ً ومزيداً من التراص والسياسات العمومية المندمجة التي عمادها التدبير المشترك . الشباب قام بحراكه، وهي طريقة جديدة في المشاركة السياسية لأنه لم يجد ذاته في المشاركة السياسية الكلاسيكية وثقته ضعيفة في الأحزاب والعملية السياسية. للأسف فشل اللاعبون الآخرون في هذه العملية ، ونقصد أصحاب القرار من حكومة وأحزاب في خلق نقلة وقطيعة مع الممارسات القديمة وخلق بيئة تحتضن الشباب وتيسر فرص مشاركته وتجديد النخب لتأهيل البلاد نحو إنتقال ديمقراطي . كثيرة هي الحواجز أمام الكفاءة و التنوع ، اعتمدت واهتمت هيئات على تكتلات آنية، على حساب أن تشق طريق النقد الذاتي و دور تأطير المجتمع لعكس نبضاته والتجاوب مع تطلعاته . ما نراه اليوم و نحن في بلدان الإستقبال، أن ما يقع في بلدنا الحبيب لا يساهم في نسج مستقبل قوي ورصين يضمن اللحمة ما بين الشعب والمؤسسات والهيئات السياسية ، وخصوصاً إقرار سلطة المؤسسات مستقبلاً ، تجاوباً مع النقلة التي يطمح لها كل من ينشد مواطنة ديمقراطية و قيادات ديمقراطية. لا أمل لنا ، فقد أريد لنا أن نشارك دون أن نساهم. يقيننا أنه بالحوار الجاد ، وبنقد ذاتي حقيقي للأحزاب لإعطاء المشعل فعلياً للجيل الجديد ، لبناء مغرب كما تريده الأجيال الجديدة ، فالأجيال القادمة ، هي من تتحمل عبء المديونية ، و المشاريع والمخططات الإنمائية الحالية ناجحة كانت أو غير ذلك. وبصراحة يا ساستنا ويا قياديي مجتمعنا ، اتركوا للشباب وللكفاءات المجال لكي تساهم في رسم معالم مغربنا كما يحلو لنا أن نعيشه وإياكم ، ويعيشه أبناء هذا الجيل . كفانا حواجز وفساد، فليرتح ذوو المناصب والكراسي وكذا المستفيدين دوماً كخبراء أو أعضاء مجالس . اتركوا الفرصة وبرهنوا على وطنيتكم ، سترون كيف سيتصالح الجميع مع السياسة والمشاركة . مسؤولية الجميع أن يكون هناك أمل وفرص للجميع . فهل من آذان صاغية ، وهل من ينصت حتى يساهم بإيجابية في عملية تؤهل المغرب لانتقال يضمن الإستقرار وسلطة المؤسسات ، مغرب تسود فيه الديمقراطية ويشارك فيها مباشرة أبناء الشعب وجاليته دون وكالة . إن معنى المشاركة هي إعطاء أدوار للشباب، وتقاسم المسؤوليات معهم، وليس التفكير مكانهم أو اعتبار دورهم مقصوراً في تأثيث الفضاء السياسي . خلاصة القول ، جيراننا ممن يعيشون معنا في بلدان الإستقبال ، يشاركون مباشرة ويساهمون ولهم من يمثلهم ونحن سنشارك عن بعد، بإعطاء توكيل ، هناك طاقات وكفاءات في الخارج ، هناك أزمة تجاوب معهم ، هناك عدم اهتمام حقيقي بموضوع مشاركة ومساهمة شباب المهجر . هذا النداء موجه للجميع ، طاقات شبابية في الداخل والخارج ، إلى الأحزاب جميعها ، إلى أصحاب القرار. نريد أن نشارك وأن تشارك وأن يشارك وخصوصاً أن يساهم شباب مغاربة العالم في التدبير وهذا كنه الموضوع. *خريج معهد الدراسات الإستراتيجية والدبلوماسية بباريس عضو شبكة مدربي وخبراء مجلس أوروبا في ميدان الشباب [email protected] [1] http://www.libe.ma/Il-ne-suffit-plus-de-travailler-pour-les-jeunes-MRE-il-faut-travailler-avec-eux-Plaidoyer-pour-un-pole-jeunesse-au-sein_a10379.html