دعا المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للصحة بالخميسات إلى وقفات احتجاجية لمدة ساعة في اليوم طيلة أسبوع بمستشفى القرب بتيفلت، "بعد استنفاد جميع الأساليب الحضارية والخطوات الإدارية من أجل الحسم في ملف رئيسة قطب العلاجات التمريضية". وتتهم الجامعة الوطنية للصحة، المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، رئيسة قطب العلاجات التمريضية ب"التآمر مع جهات خارجية من أجل إذكاء فتيل الفتنة داخل مستشفى القرب بتيفلت، ومحاولة توريط مجموعة من الموظفين". وقال البيان الاستنكاري إن تعامل الجهات المسؤولة مع هذا الملف ينطوي على "استخفاف كبير"، حيث لم تجد "نداءات الشغيلة الصحية آذانا صاغية من طرف المسؤولين، رغم مرور شهر على مراسلة المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للصحة المسؤولين عن الشأن الصحي على المستوى الوطني والجهوي والإقليمي". ويصف البيان ذاته "الجهات المسؤولة" بانتهاج "سياسة الآذان الصماء"، مما اضطر شغّيلة الصحة إلى تصعيد وتيرة نضالها، والجهر بتَساؤُلها عن "الجهات الخفية التي تدعم بقاء رئيسة قطب العلاجات التمريضية بالنيابة ضدا على المصلحة العامة للمستشفى"، واستنكار "الزج بمستشفى القرب بتيفلت في خندق المزايدات السياسية والنقابية، والمطالبة بفتح جميع مناصب المسؤولية بالمستشفى للتباري بشكل فوري مع اعتماد الكفاءة المهنية معيارا للاختيار". ويعبر بيان المكتب الإقليمي لجامعة الصحة عن تضامنه المطلق "مع مناضليه الشرفاء بقسم الأشعة بمستشفى القرب تيفلت، بعد تلقيهم استفسارات كيدية من طرف رئيسة قسم الأشعة بشكل مؤقت"، ويدعو الأطرَ الصحية بالمستشفى إلى حمل الشارات الحمراء وتنظيم وقفات احتجاجية مدتها ساعة كل يوم إلى غاية يوم الجمعة ال14 من شهر شتنبر الجاري، والاعتصام لمدة 8 ساعات في يوم لاحق مع وقف جميع الأنشطة العلاجية والفحوصات الخارجية باستثناء الحالات المستعجلة". ويُجمل بيان المكتب الإقليمي للخميسات دعوته الموجهة إلى الموظفين والموظفات والضمائر الحية في "إعادة الاستقرار والتوازن بهذا المرفق الصحي العمومي الذي يعاني من مشاكل لا حصر لها". من جهتها، تنفي حنان لعرش، رئيسة قطب العلاجات التمريضية بالنيابة، بإطلاقِ ما أشار إليه البيان الاستنكاري حول المحسوبية، مضيفة أنها مثلها مثل الموظفين، وفوجئت بتعيينها لكونها غريبة عن المدينة، ثم زادت: "مجهوداتي رآها السيد المدير الجهوي، والمسؤولون، وحتى السيد الوزير عندما جاء، فإذا كان شيء فقد كان عن جدارة واستحقاق". وأضافت لعرش أن القصة تعود إلى تدخلها بصفتها عضوة من الإدارة، ومسؤولة "من أجل حل مشاكل"، وحديثها مع شخص "بوصفه مجتمعا مدنيا لا فردا"، ثم استدركت موضحة: "وقبل هذا عندما ترأست هذا القطب كانت هناك مشاكل، فكان هناك أُناس مستفيدون من أمور غير قانونية من بينها الغيابات، وعندما طبقنا القانون بحذافيره وبدأت الأمور ترجع إلى مجراها الطبيعي كباقي المؤسسات، هناك أُناس لم يعجبهم الأمر، وكانوا ضد الإصلاح وقاوموا التغيير". وزادت رئيسة قطب العلاجات التمريضية بالنيابة قائلة: "ما قمت به هو عملي ومهامي المنصوص عليها في القانون الداخلي للمستشفيات، وطبقتُ ما في القانون". بدورها، قالت رئيسة قسم الأشعة، التي يكيل لها البيان اتهامات، إنها طبقت القانون؛ ف"السيد المعني كان غائبا، ويوجد شهود على ذلك، وكتبت مراسلتي للإدارة لأنه لا يمكنني تحمل مسؤولية إنسان غائب، وليست هذه المرة الأولى التي تغيب فيها، بل يقوم بذلك دائما، وسبق أن افتعل شجارات معي من قبل". رئيسة القسم قالت إن الشخص الذي تسبب في المشكل لا يعترف بترأّسها قسم الأشعة، "وهو شخص لا يريد العمل ويتابع النقابة فقط، بينما نحن نأتي ونشتغل منذ الصباح، ولدينا شهادات مواطنين على ذلك". ووصفت رئيسة قسم الأشعة الاتهامات التي وجهها البيان إلى رئيسة قطب العلاجات التمريضية بالنيابة ب"الخطيرة والمزورة"، واسترسلت قائلة: "لا يمكنني أن أشهد وأوقع معهم على شيء مزور؛ لأن السيدة تأتي وتقوم بعملها، ولا تتسلط على أحد، وكانت الغيابات و"السيبة" فطبَّقت القانون عندما ترأست القسم فأصبحنا نأتي للعمل يوميا، ولم يعجبهم الأمر"، ثم أجملت قائلة: "الأمر بهذه البساطة".