أجرى رئيس الجمهورية الصينية، "شي جين بينغ"، اليوم الأربعاء، مباحثات مع رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، الذي يشارك في قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي. وقال الرئيس الصيني، خلال الاجتماع الذي عقده مع الوفد المغربي بقاعة الشعب الكبرى في بكين، إن المغرب والصين مطالبان بتعزيز التنسيق والاتصال في القضايا الدولية الكبرى. وتطرق الرئيس "شي جين بينغ" إلى تاريخ العلاقات المغربية الصينية، الذي يعود إلى القرن الرابع عشر، مشيرا إلى رحلة ابن بطوطة الشهيرة التي ساهمت في ربط العلاقات بين الصين وإفريقيا والعالم العربي. ويصادف هذا اللقاء بين رئيس الحكومة المغربية ورئيس الجمهورية الصينية الذكرى الستين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الرباطوبكين. وأضاف "شي" أن الصين ترغب في تطوير الشراكات الإستراتيجية مع المملكة المغربية، مؤكداً دعم بكين لجهود الرباط في الحفاظ على الاستقرار وتنمية الاقتصاد. من جهته قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، إن الدول الإفريقية تعتبر الصين دولة مهمة وقوة إيجابية على مستوى الساحة الدولية. وشكر العثماني الصين لمساعدتها ودعمها على المدى الطويل، وأكد التزام المغرب بمبدأ "صين واحدة"، في إشارة إلى الاعتراف المغربي بالموقف الصيني القائل إن هناك صين واحدة فقط في العالم، وإن تايوان جزء لا يتجزأ منها. وبموجب هذه السياسة، يقيم المغرب علاقات رسمية مع الصين الشعبية وليس مع تايوان التي تعتبرها الصين إقليما متمردا لابد أن يعود يوما إلى كنف الوطن الأم. علاوة على ذلك عبرت عدد من الشركات الصينية عن رغبتها في تطوير شراكات اقتصادية مع المغرب؛ وذلك على هامش الزيارة التي قام بها العثماني يومه الأربعاء إلى الحديقة التكنولوجية بالعاصمة الصينيةبكين، واطلع خلالها على عدة تجارب رائدة في مجالات تكنولوجية متطورة جدا. وزار رئيس الحكومة، رفقة محسن الجزولي، الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، المكلف بالتعاون الإفريقي، وسفير المملكة المغربية في الصين، هذا المجمع التكنولوجي، للاطلاع على تجارب عدد من الشركات الصينية الرائدة عالميا، في أفق تطوير شراكات لها مع المملكة المغربية ونقل التجارب وجلب استثمارات جديدة، لاسيما في مجال التكنولوجيات الحديثة واستعمالاتها في الاتصالات والطب والزراعة والذكاء الصناعي والمدن الذكية. وقال بلاغ صادر عن رئاسة الحكومة إن "مسؤولي عدد من هذه الشركات أبدوا اهتمامهم بالاستثمار في المغرب، واستعدادهم لنقل تجارب شركاتهم إلى دول إفريقية، من بينها المغرب، وكذا انخراطهم في المبادرات الجديدة التي أطلقها رئيس جمهورية الصين الشعبية بمناسبة افتتاحه لأشغال القمة الثالثة لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي يوم الاثنين 3 شتنبر 2018". وقام العثماني بزيارة تجربة نوعية أخرى في قلب العاصمة بكين، ويتعلق الأمر بشارع الابتكار Innov Way، التي جعلت منه الصين حاضنا للشركات الصاعدة، وهو ما ساهم في دعمها في مراحل انطلاقها الأولى، مستفيدة من النظام البيئي التكنولوجي الذي توجد فيه؛ كما أدى ذلك إلى تشجيع تأسيس مقاولات جديدة، استطاعت في وقت وجيز تطوير تكنولوجيات بالغة الدقة وتحقيق أرقام معاملات مرتفعة.