مع اقتراب موسم العبور "مرحبا 2018" من نهايته، يعرف ميناء طنجة المتوسط حركة دؤوبة وتوافدا كبيرا جدا للمسافرين من الجالية المغربية المقيمة بالخارج. ونظرا إلى تزامن موسم هذه السنة مع عيد الأضحى، فقد بلغ توافد المسافرين حدا قياسيا، حيث وصل عدد المسافرين الذين عبروا الميناء، يوم الخميس 29 غشت، 53.137 مسافرا و10.510 سيارات، وهو رقم قياسي يسجل لأول مرة، وفق بلاغ صحافي صادر عن إدارة الميناء. وأضاف البلاغ أن الوتيرة المرتفعة للعودة ستتواصل إلى غاية 15 شتنبر، داعيا الراغبين في السفر عبر الميناء إلى تجنب وقت الذروة هذا، خصوصا أن عملية "مرحبا 2018" لا تزال مستمرة إلى غاية 15 شتنبر. جهود جبّارة وإكراهات ضغط عالٍ تتعامل معه مختلف المصالح المتواجدة بميناء طنجة المتوسط، بكافة تخصصاتها، بما يتطلبه الأمر من مجهود وإمكانات مادية ولوجيستيكية، وسط إكراهات تتزايد يوما بعد يوم مع اقتراب موسم العبور من نهايته. ووفق تصريح لحسن عبقري، مدير ميناء طنجة المتوسطي للمسافرين، فإن سبب العبور القياسي ليوم 29 غشت عائد إلى نفاد تذاكر الباخرات بميناء الناظور، وميناء طنجةالمدينة خصوصا، مشيرا إلى أن مدة الانتظار وصلت في أقصاها إلى 10 ساعات ونصف يوم الخميس. وأكد عبقري أن فترة العبور بشكل عام مرت بسلاسة كبيرة، مشيرا إلى أن كل المتدخلين في العملية يشتغلون على قدم وساق من أجل مرورها في ظروف جيدة من الناحيتين الأمنية والصحية، وحتى يكون العبور سلسا. وأوضح مدير ميناء طنجة المتوسطي، في تصريح لهسبريس، أن الطاقة الاستيعابية للبواخر تفوق 40 ألف مسافر يوميا، متوقعا أن يستمر توافد المسافرين بمعدل عالٍ بلغ ذروته، الخميس، ب880 سيارة في الساعة، وقد يتواصل بمعدل 600 سيارة في الساعة. وأوضح عبقري أن الطاقة الاستيعابية للميناء مكنت من احتواء هذا العدد الهائل من المسافرين، مضيفا أنهم يتواجدون جميعا داخل الميناء دون إحداث أي عرقلة خارجه، مع تطبيق الميناء للقانون البسيط المتمثل في: "من يصل أولا يسافر أولا". وعن الإكراهات التي سببها هذا الاكتظاظ المفاجئ، أوضح عبقري أنه كان هناك تأخر في إرسال البواخر من الجانب الإسباني خلال رحلة العودة، قبل أن يتم تجاوز المشكل ليلا. فترات الانتظار الطويلة، يضيف مدير ميناء طنجة المتوسطي، أسفرت عن توقف المسافرين في أماكن غير اعتيادية، وقضاء وقت أطول بها، حيث أصبحت "منطقة حياة"، وهو ما تم تجاوزه بتوفير وسائل الراحة لهم من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن، على رأسها الوجبات المجانية والمياه الباردة. صحّة وجمارك.. تجنّد دائم وبخصوص الجانب الصحي للمسافرين، قال الدكتور الطنجاوي فريد، مدير القطب الإنساني لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، في تصريح لهسبريس، إن عملية العبور تمر في ظروف مناخية ملائمة، وأن المؤسسة تنسق مع جميع المتدخلين، الذين عززوا صفوفهم، ورفعوا وتيرة التدخلات، خصوصا أمام الاكتظاظ الشديد. وأضاف أنه لم يتم تسجيل أي حالة مرضية وبائية بين المسافرين، "بل فقط أمراض عادية تتم معالجتها في حينها". من جانبه، قال الراشدي عبد الرحيم، وهو ضابط صحة، ورئيس مصلحة مراقبة الصحة بالحدود طنجة المتوسطي، التابعة لوزارة الصحة، إن المصلحة كثفت -في إطار مهامها- مراقبتها لوسط الميناء وللبواخر بما يخضع للقوانين الدولية. وأضاف أن هذه "المراقبة تشمل مشفى الباخرة، الذي ينبغي أن يتوفر على كافة الأدوية الأساسية، وكذا المطعم، من خلال مراقبة المواد الغذائية المقدمة للمسافرين ونظافته، إضافة إلى غرف النوم، وجودة المياه، وغيرها، طبقا للوائح الصحية الدولية لمنظمة الصحة". وأشار الراشدي إلى أنه في حالة وجود أي خلل أو تقصير يتم القيام بالإجراءات اللازمة طبقا للقوانين الجاري بها العمل، مضيفا أنه يتم إخبار الموانئ المستقبلة للبواخر. وأكد أنه لم يتم تسجيل أي حالة من ذلك، رغم الرقم الكبير للمسافرين الذي وصل إلى 200 شخص على ظهر الباخرة الواحدة. من جانبه، قال محمد اليوسفي، وهو آمر بالصرف مكلف بمراقبة المسافرين، إن إدارة الجمارك "قامت، على غرار باقي المتدخلين، بتجهيز إمكانيات بشرية ومادية، حيث تم تجنيد أزيد من 200 عون وإطار جمركي على مدار الساعة، فيما تم -على المستوى اللوجستيكي- فتح جميع الممرات من أجل استيعاب الأعداد الكبيرة للمسافرين، الذين بلغ عددهم إلى حد اللحظة 450 ألف مسافر، و105 آلاف سيارة مرقمة بالخارج، عبرت ميناء طنجة المتوسطي". مسافرون متفهمون ورغم ساعات الانتظار التي لا محيد عنها، يبدي مجموعة من المسافرين بميناء طنجة المتوسط تفهمهم لهذا الوضع، حيث يقول أحد أبناء الجالية المتوجه نحو فرنسا "لقد كنا نتوقع هذا دون شك، نحن نتحدث هنا عن عطلة العيد، عن اقتراب الدخول المدرسي والعودة إلى العمل. الاكتظاظ في هذه الحالة يصبح طبيعيا جدا". ويعلق ربّ أسرة متوجه إلى الديار الهولندية قائلا: "طبعا هناك ازدحام وإرهاق، لكن أعتقد أن الصبر والتعاون هما الحل الوحيد في حالات كهذه. لا توجد حلول أخرى أمام هذه الأعداد الهائلة. أمضينا عطلة رائعة، ولا أرى أي داعٍ لنفسدها بالتذمّر الآن. هذا وطننا وسنظل نعود إليه بكل حبّ ككل سنة.