خطوات جبّارة قام بها المكتب الوطني للسلامة الصحية والمنتجات الغذائية (أونسا)، قبل عيد الأضحى وبعده، حتى لا يتكرر ما أُثير العام الماضي حول فساد اللحوم وتعفنها؛ فقد نجحت المصالح البيطرية والتقنية التابعة للمكتب، الذي يقوده عبد الله الجناتي، في ضمان سلامة الأضاحي على الصعيد الوطني. وبالرغم من كل ما يمكن أن يسببه ارتفاع درجات الحرارة المفرطة من أضرار على الأضاحي، فإنه لم تسجل أي حالة تعفن في لحوم العيد بالمقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية، التي شهدت ورُودَ شكاوى متزايدة للمواطنين المغاربة جراء تعفن لحوم "السقيطة" واخضرارها. المدير العام للمكتب الوطني للسلامة الصحية والمنتجات الغذائية نجح في تحدي "العيد الكبير"؛ لأنه لم ينتظر وقوع "الفأس في الرأس"، كما يقول المثل الشعبي، وشرع في حملة استباقية اعتمدت على وسائل التواصل الرقمية الحديثة لتوجيه نصائح مختلفة إلى عموم المغاربة. كما نجح في ترقيم 6.7 ملايين رأس من الأغنام والماعز الموجه إلى عيد الأضحى لمواجهة كل احتيال أو غش في علفها، وهو رقم تجاوز الطلب التي قدرته وزارة الفلاحة هذه السنة بحوالي 5.45 ملايين رأس. وبالإضافة إلى إطلاق حملة "الكزار ديالي"، التي استهدفت مئات الجزارين بالمغرب لتعلم الطرق الصحية والسليمة لذبح الأضحية، فإن عين عبد الله الجناتي، الرجل القادم من مجال مراقبة وتنسيق الصادرات، لم تنم حتى في يوم العيد (الأربعاء 22 غشت)؛ فقد سارعت المصالح البيطرية ل"أونسا" إلى التفاعل سريعا مع صور جرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي تهمّ حالتيْ تعفن لأضاحي العيد. وأشاد المغاربة بتنقل المصالح البيطرية إلى عدد من المدن المغربية لمعاينة وفحص لحوم وأحشاء الأضاحي المعنية بالموضوع؛ وهو إجراء ميداني كان غائباً السنة الماضية، وثقافة جديدة تستحق الإشادة والتشجيع. حماية صحة المغاربة وتبديد تخوفات تعفن أكباش العيد يضعان هذا الأسبوع عبد الله الجناتي، المدير العام للمكتب التابع لوزارة الفلاحة، ضمن نادي "الطالعين" على هسبريس.