في عيد الأضحى من كل سنة تتحوّل أزقة وشوارع المدن المغربية إلى ما يشبه مطارح أزبال مفتوحة، بسبب تخلّص المواطنين من بقايا أضاحي العيد بشكل عشوائي، دونما مراعاة للمحيط البيئي وضرورة تجنيبه التلوث، رغم الحملات التحسيسية التي ما فتئت الجهات المعنية تنظمها. هذه السنة لجأت كتابة الدولة للتنمية المستدامة إلى القيام بحملة تحسيسية تحت شعار "عيد أضحى مبارك ونظيف"، تهدف إلى تحسيس وتوعية المواطنين بأهمية المساهمة في نظافة أحيائهم ومحيطهم خلال فترة الاحتفال بعيد الأضحى، التي تعرف ارتفاعا كبيرا في حجم النفايات المنتجة. ويبدو أن التقاليد التي ظلّ المغاربة يتبعونها في عملية ذبح وسلخ الأضاحي تساهم بدورها في سوء النظافة التي تعرفها الأحياء خلال العيد، إذ يعمد المواطنون إلى ذبح الأضاحي في بيوتهم. وتنصح كتابة الدولة للتنمية المستدامة بتفادي هذه العادة ما أمكن، وذبح الأضاحي في المجازر البلدية المفتوحة لهذا الغرض. من العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى انتشار التلوث البيئي في عيد الأضحى تخلص المواطنين من بقايا الأضاحي بشكل عشوائي. ولتفادي هذه الوضعية، تنصح الوزارة بالتخلص من مخلفات الذبح في أكياس مغلقة، قبل أن يتم وضعها في القمامات المخصصة. تعامُل كتابة الدولة للتنمية المستدامة مع "ملوّثي الفضاء البيئي" خلال عيد الأضحى سيكون مختلفا عن السنوات السابقة؛ ففضلا عن استمرارها في القيام بالحملات التحسيسية، ستلجأ إلى الاستعانة بالشرطة البيئية، لأول مرة، من أجل زجر مخالفي القانون. مصدر مسؤول بكتابة الدولة للتنمية المستدامة قال في تصريح لهسبريس إن الهدف من الاستعانة بالشرطة البيئية هو إيصال رسالة إلى المواطنين، مفادها أن "كل من يرمي مخلفات الأضاحي دون احترام تدابير المحافظة على البيئة فهو يخالف القانون، ويجب أن يتحمل مسؤوليته لأنه يُضر بالبيئة". وأردف المصدر ذاته بأنّ مخلفات الأضاحي تتضمن موادّ عضوية، تشكل خطرا على صحة المواطنين، خاصة أن عيد الأضحى يتزامن مع ارتفاع درجة الحرارة، وزاد: "عناصر الشرطة القضائية ستقوم بتحرير مخالفات عدم احترام البيئة، سواء تمّ ضبط المخالف أم لا، عَلى الأقل لنعرف نوع المخالفات المرتكبة". واستطرد المسؤول في كتابة الدولة للتنمية المستدامة بأن رمي مخلفات أضاحي العيد بشكل عشوائي لا يؤدي فقط إلى تلوث البيئة، بل يضر أيضا بعمال النظافة، الذين يضطرون إلى العمل لساعات إضافية يوم العيد، مضيفا: "عيد الأضحى فرصة للتعاون بين الناس، لذلك يجب أن نساعد هؤلاء المواطنين الذين يظلون تحت الشمس لساعات طوال، ولا يعودون إلى بيوتهم إلا في ساعة متأخرة من الليل".