بُني قصر "إغرم ن ألنيف" في بداية القرن العشرين نتيجةَ نزاع حول الماء بين بعض قبائل آيت عطا، كبديل عن قصر آخر قريب منه في الجهة الشرقية. الماء أمهر البنَّائين! يوضح أحمد موعشى، باحث في التراث والتاريخ المحليين لمنطقة ألنيف، أن النزاع حول الماء في الجنوب الشرقي على وجه الخصوص امتد من نهاية القرن 18 وبداية القرن 19 إلى بداية القرن العشرين، وأضاف: "هذا ما أدى إلى خلق ضرورة تشييد قصر أكثر مناعة وتحصينا من القصر القديم، فبُني هذا القصر في بداية سنة 1919". تشييد هذا القصر كان مستعجلا جدا، وهو ما دعا ساكنة ألنيف إلى المناداة على مجموعة من القبائل من أجل المساعدة في البناء. وتم هذا في ظروف عصيبة جدا وقياسية، من أجل غرض دفاعي ضد الإخوة من قبائل "آيت إيعزة"، الذين كان عندهم صراع مع إخوانهم "آيت عيسى أو ابراهيم" من خُمُس "آيت واحلي"، حسب المصدر ذاته. قصر للساكنة يشبه قصر ألنيف في تصميمه مجموعة من القصور الموجودة بالمنطقة، كقصر "لغلاض" بدرعة، و"تيرميط" بأعالي صاغرو قرب إغرم امزدار، وقصر "مْلَّعب" بإقليم الرشيدية. ويتكون "إغرم ن ألنيف"، حسب موعشى، من شارع رئيس، وخمس أزقة متقابلة، في كل زقاق منها توجد عشر منازل، مساحةُ كل منزل منها 100 متر مربع؛ فضلا عن ساحة كانت تعرف تنظيم حفلات الساكنة وأفراحها، ومجموعة من الأبراج التي كان في كل منها حراسٌ من أجل منع أي عدو محتمل من الهجوم على الساكنة. القصر الذي كلف بناؤُه 450 ريالا حسنيا في ذلك الوقت يرمز بالنسبة إلى ساكنة الجنوب الشرقي، حسب المتحدث ذاته، إلى عدم وجود مستحيلٌ أمام ساكنة المنطقة، "فكل ظرف مهما كان عصيبا من الممكن أن نجد له حلا". وزاد الباحث في تاريخِ وتراثِ ألنيف: "هذا القصر يمثل بالنسبة لنا رمزا للتضامن، والأخوة، والتعاون من أجل الحماية، والدفاع عن النفس والعرض". تاريخ آيل للسقوط! مازالت شوارع القصر تنبض بالحياة، ومازالت حيطانه تؤوي ساكنة المنطقة، وهو ما يرجع حسب أحمد موعشى إلى أن هناك أشخاصا "لا يقدرون على إيجاد مساكن في محيط القصر فيلجؤون إليه؛ إضافة إلى احتفاظ بعض الأسر بمساكنها داخله". ويحس الداخل إلى قصر ألنيف بهيبة المكان وتجذره وتميزه، إلا أن بعض المنازل المكونة لهذا الموروث المادي للمملكة متهالكةٌ أو سقطت بالفعل، رغم الترميم الذي أعاد ألق القصر بعد فيضانات سنتي 2014 و2015.