قدم عبد الحميد عدو، رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية الملكية المغربية ورئيسها التنفيذي، اعتذارا ضمنيا للربابنة عن التهم التي تضمنتها المراسلة التي وجهها إلى جمعيتهم المهنية، والتي تم تعميمها على وسائل الإعلام الوطنية والدولية. مصدر مقرب من جمعية الربابنة المغاربة بشركة "لارام" أكد أن المفاوضات كادت أن تصل إلى الباب المسدود بشكل لا رجعة فيه لولا تنازل الطرفين المعنيين بالمشاورات، إذ أبدى الربابنة مرونة أكبر في التعامل مع مقترحات الشركة. المرونة نفسها أبداها الفريق المفاوض عن إدارة شركة "لارام"، برئاسة عدو، الذي عبر عن أسفه لورود تلك الاتهامات في المراسلة التي اطلع عليها الجميع، والموجهة إلى الربابنة بكونهم يتسببون في الإضرار بالمصالح المالية للشركة. وأوضح مصدر هسبريس أن "الربابنة لم يقبلوا الاتهامات التي وردت في مراسلة الرئيس التنفيذي للشركة، والتي اعتبر فيها أن الخطوات التي تدعو إليها الجمعية تشكل عصيانا ضد لارام". وأفاد المتحدث ذاته بأن عبد الحميد عدو وجه اتهاما مباشرا للربابنة بالإضرار بالمؤشرات الاقتصادية للشركة، وذلك بعدما لم تصل إدارته إلى اتفاق ودي مع نقابة ربابنة الخطوط الملكية المغربية، في محاولة منه للضغط عليهم ودفعهم إلى التخلي عن مطالبهم، التي تأتي على رأسها الزيادة في الأجور التي لم تتحرك منذ أربع سنوات. وأضاف المصدر ذاته في تصريح لهسبريس: "الأمور بدأت تتغير منذ الأسبوع الماضي، خاصة في ظل تعبير الربابنة عن استعدادهم لإبداء مرونة أكبر في حالة إبداء الطرف الآخر للدرجة نفسها من المرونة، وهو ما كان". وزاد: "كانوا على وشك التوصل لاتفاق مع بداية الأسبوع الجاري، لكن عوامل ومستجدات تم تسجيلها يوم الاثنين كادت توقف الأمور، قبل أن تتواصل المفاوضات يوم الثلاثاء وإلى غاية الساعة التاسعة ليلا، ليتم التوصل إلى اتفاق وافقت من خلاله شركة لارام على كافة مطالب الربابنة، ومن بينها تطبيق نظام الراحة لمدة أربعة أيام في الشهر، والاستجابة لمطالب اجتماعية تهم أطر شركة لارام إكسبريس". ومن شأن الالتزام بالاتفاق الجديد أن يوقف نزيف الخسائر المالية التي تكبدتها الشركة جراء الحركة الاحتجاجية التي خاضها الربابنة، والتي تسببت في إلغاء أو تأجيل 210 رحلات جوية، وتسببت في تكبيد خسائر مالية ضخمة ل"لارام"، قدرت إلى حدود أمس الأحد بأزيد من 410 ملايين درهم (41 مليار سنتيم)، مسجلة ارتفاعا بنسبة 16 في المائة مقارنة مع نهاية الأسبوع ما قبل الماضي.