لا يختلف السياسيون حول أهمية زيارة وزير الخارجية الإسباني أنخيل موراتينوس إلى المغرب، باعتبارها أول خطوة في مسار انفراج العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد أن عاشت أسابيع على إيقاع التوتر، إثر قيام العاهل الإسباني خوان كارلوس بزيارة للجيبين السليبين سبتة ومليلية، ما دفع حكومة الرباط إلى استدعاء سفيرها في مدريد قصد التشاور. "" إلا أن ما اتفق عليه السياسيون، لم يكن محط إجماع فئات مختلفة من المجتمع المغربي الذي استأثرت المشاكل الحياتية باهتمامه أكثر من متابعة انهيار جبل الجليد الذي جمد قنوات التواصل بين البلدين. يقول سمير (ف)، نادل بمقهى وسط مدينة البيضاء، "بصراحة، لا أعرف الشيء الكثير حول الموضوع.. وسواء عادت العلاقات إلى طبيعتها أم استمرت على ماهي عليه فلا يشكل هذا الأمر فرق بالنسبة لي"، وزاد موضحا "هذه أمور تهم السياسيين بالدرجة الأولى أما نحن فمنشغلون بأمور أخرى، خاصة المرتبطة بشكل مباشر بحياتنا اليومية". وأشار سمير ، إلى أن المغاربة اعتادوا على ما وصفه بفترات "المد والجزر" التي تمر منها العلاقات بين البلدين"، مبرزا أن "ضغوطات الحياة وقلة فرص الشغل والحديث اليومي عن الزيادة في المواد الأساسية هو ما يهمنا حاليا.. أما انفراج الأزمة فلن يزيدنا شيئا"، غير أنه استدرك قائلا "رغم كل هذا إلا أنني أفضل أن تنقشع غيوم التوتر لأن من يدفع ثمن ذلك هم المغاربة المقيمون في إسبانيا". أما أحمد (ص)، طالب بكلية الحقوق في جامعة محمد الخامس بالدار البيضاء، فيرى بأن "كل المواضيع التي تدخل فيها السياسة لم تعد تهم الشباب، إذ أن غالبيتهم لم تشارك في اقراع 7 أيلول (سبتمبر) الماضي، وبالتالي فكل ما يحدث في الساحة الحزبية أو الحكومية يعتبرون بأنه لا يعنيهم لأنهم لم يختاروا من يجلسون حاليا على المقاعد الوزارية". وأضاف أحمد، "غير أن هذا لا يعني بأننا لا نهتم بقضيتنا الوطنية، ألا وهي استرجاع الأراضي السليبة، وفي مقدمتها سبتة ومليلية"، مؤكدا أن "المغاربة لا يتخلون على حقهم مهما طال الزمن". ولم يكن لأسماء (ر)، طالبة في كلية العلوم بالجامعة نفسها، موقف مخالف، إذ اعتبرت أن "ما يحدث على مستوى العلاقات الخارجية أو داخل الحكومة لا يهمنا بالدرجة الأولى، وانفراج الأزمة أو وقوعها ليس بالأمر الجديد، فالبلدين عاشا أزمات أكثر صعوبة من هذه وانتهت في الأخير بالعودة إلى التعاون في جميع المجالات". وبالنسبة لي، تبرز أسماء ،فإن "ما يقض مضجع المغاربة هي الزيادات القياسية التي مس جميع المجالات، سواء العقارات أو المواد الأساسية وغيرها.. وهذا أنهك المغاربة وحبس أنفاسهم وحصر اهتماماتهم في البحث فقط عن توفير لقمة العيش لعائلاتهم". وفيما يخص سعد (م)، موظف بشركة تجارية، فيقول بأن "انفراج الأزمة سيكون له انعكاس إيجابي على لجال المبادلات التجارية.. لأن أي توتر يدفع ثمنه بشكل عام رجال الأعمال والمؤسسات الاقتصادية". وكان أنخيل موراتينوس سلم إلى نظيره الطيب الفاسي الفهري، في زيارة خاطفة إلى المغرب، رسالة خطية من رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس رودريجث ثاباتيرو إلى الملك محمد السادس.واستعرض موراتينوس والفاسي، خلال الزيارة، العلاقات القائمة بين البلدين وآفاق تطويرها، إذ جرى "بحث معمق" للحالة الراهنة لهذه العلاقات، كما صرح بذلك وزير الخارجية المغربي. واحتلت إسبانيا مليلية في عام 1479، وسبتة في عام 1580 وترفض التنازل أو التفاوض حولهما.