تحول المغرب منذ عشرات السنين إلى اليوم إلى قبلة لمخرجين ومنتجين سينمائيين عالميين، بفضل تنوع المشاهد الطبيعية والتاريخية التي يتميز بها، وتوسع هذا الإقبال بعد إعلان الحكومة تخصيص دعم للأعمال السينمائية الأجنبية منذ عام. سنة على مصادقة المجلس الحكومي على قرار دعم الأعمال السينمائية الأجنبية عرفت تصوير أعمال سينمائية ضخمة رصدت لها ميزانيات مهمة، من بينها مسلسل "يسوع" الذي تمّ تصويره بكل من مراكشوورزازات وآيت حدو، ومسلسل "مركز بغداد" الذي صورت مشاهده بين مدن الدارالبيضاءوالرباط والمحمدية وورزازات، واستغرق تصويره ثلاثة أشهر. كما منح المركز السينمائي المغربي الرخصة لفريق عمل فيلم طويل يحمل عنوان "منزلي"، لتصوير بعض المشاهد، فتنقل الفريق، بحسب ما أكده المركز، بين الرباط والقنيطرة والبيضاءومراكشوورزازات، بالإضافة إلى سلا وسوق الأحد وسيدي بوقنادل، قبل أن يغادر المغرب في 15 يوليوز الجاري. وفي سياق متصل، أنهى فريق عمل مسلسل "جاك ريان" تصوير حلقات المسلسل في مراكش بعد 8 أسابيع من العمل، وهو مسلسل يحكي قصة محلل في وكالة الاستخبارات الأمريكية يجد نفسه مقحما في عالم الجاسوسية في بلدان الشرق الأوسط. الجريدة الأمريكية "Variety"، المتخصصة في رصد ومواكبة حركية المشهد السينمائي العالمي، اعتبرت أنّ وتيرة إقبال المخرجين العالمين على التصوير بالمواقع الطبيعية التّي يتوفر عليها المغرب، إلى جانب استوديوهات مدينة ورزازات، ستعرف ارتفاعا خلال السنوات المقبلة، خاصة مع الدعم الذي خصصه المغرب للإنتاجات الأجنبية. وأورد الموقع المتخصص في قطاع صناعة الأفلام السينمائية أنّ "المغرب بات القبلة الأولى عربيا لشركات الإنتاج العالمية لتصوير أفلامها، نظرا لما يوفره من مناظر طبيعية متكاملة تجمع بين الصحراء والبحر، وتغني المخرجين عن التنقل بين العديد من الدول العربية في الشرق الأوسط لتصوير مشاهد مختلفة؛ ما تنتج عنه تكاليف مالية مرتفعة". وما يزيد من جاذبية المواقع المغربية، بحسب المصدر ذاته، تخفيض الرسوم الجمركية بحوالي 20 بالمائة على دخول الأطقم الأجنبية، إلى جانب معداتها المخصصة للتصوير، فضلا عن توفر القطاع السينمائي المحلي على فرق تصوير وإنتاج مؤهلة للمشاركة في إنتاج أفلام عالمية، بعدما راكمت تجربة محترمة في تصوير أفلام عالمية وأمريكية سابقا، زيادة على كونها أقل كلفة من تلك المتاحة في بلدان أخرى. من جهته، قال جمال السويسي، رئيس الغرفة المغربية لمنتجي الأفلام، إن "القطاع يعيش منافسة دولية شديدة من أجل جلب الاستثمار السينمائي الدولي من مختلف بلدان العالم، وجلب العملة الصعبة، وتشغيل اليد العاملة الشابة من تقنينين ومساعدين وممثلين". وأضاف المنتج المغربي، في حديث لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "العالم يعيش حرباً اقتصادية على المستوى العالمي، والمغرب تأخر كثيراً في تخصيص هذا الدعم للإنتاجات الأجنبية"، لافتا إلى أن "هذا الإجراء الضريبي سيسمح لشركات الإنتاج باستعادة 20 في المائة؛ وهو ما تنفقه خلال تصوير فيلم أو مسلسل في المغرب". واسترسل السويسي أن "هذا الإجراء سيفتح أبواباً جديدة للإنتاج المغربي، وتظل شركات الإنتاج المغربية هي الجالب للاستثمار الأجنبي؛ لأن القانون يُحتِّم على الإنتاجات الأجنبية التعاقد مع شركات مغربية من أجل تنفيذ مشروعها. ومن ثمّ، فإن المستفيد الأول هو المغرب من هذا الإجراء، إلى جانب الرفع من نسبة الإقبال على الفنادق وكراء السيارات، وتشغيل اليد العاملة".