يعد المغرب قبلة للعديد من المخرجين والمنتجين السينمائيين العالميين، وذلك بسبب تنوع مناظره الطبيعية التي تجمع بين الصحراء والبحر، ومشاهده التاريخية بالإضافة، إلى توفره على البنيات الأساسية الضرورية والحديثة للإنتاج السينمائي، إلى جانب كفاءات محلية مؤهلة في عدد من المهن السينمائية. وقد شهد المغرب خلال العشر سنوات الأخيرة، تصوير أعمال سينمائية ضخمة، رصدت لها ميزانيات مهمة بعد مصادقة الحكومة على قرار دعم الأعمال السينمائية الأجنبية، أبرزها مسلسل "يسوع" الذي تم تصويره بكل من مراكش وورززات وآيت حدو، ومسلسل "مركزبغداد" الذي صورت مشاهده بين مدن الدارالبيضاء والرباط والمحمدية وورززات، واستغرق تصويره مدة ثلاثة أشهر. ومسلسل "جاكريان " الذي تم تصويره في مدينة مراكش لمدة 8 أسابيع. ويختار معظم المنتجون السينمائيون المغرب كموقع لتصوير أعمالهم، لما له من المزايا المشجعة التي تغري أصحاب الإنتاج السينمائي. وتنوعت هذه المزايا بين تخفيض ثمن الرسوم الجمركية بحوالي 20 بالمائة على دخول أطقم التصوير والتمثيل، علاوة على معداتها المخصصة للتصوير، بالإضافة إلى توفر المغرب على كفاءات بشرية مؤهلة في الأعمال السنيمائية، وعلى استيديوهات مجهزة بنظم متطورة للصوت، والتكييف، والاتصال الهاتفي وإعداد الملابس، والمجوهرات، ومختلف أصناف الإكسيسوارات. وأشارت الجريدة الأمريكية "Variety"،المتخصصة في رصد ومواكبة حركية المشهد السينمائي العالمي، أن المغرب سيعرف إقبالا متزايدا خلال السنوات المقبلة من طرف المنتجين السينمائيين الأجانب، خاصة مع الدعم الذي خصصه المغرب للإنتاجات الأجنبية. وتعود الاستثمارات السنيمائية بالنفع على المغرب، لما توفره من فرص شغل للعديد من التقنينين والمساعدين والممثلين، إضافة إلى جلب العملة الصعبة، والتشهير بالمغرب كبلد ذي موقع استراتيجي يزخر بالعديد من المؤهلات الطبيعية والبشرية والحضارية. وأورد الموقع الرسمي للمركز السينمائي المغربي أن عدد الانتاجات السنيمائية التي تم إنجازها خلال الستين سنة الماضية بلغت حوالي 375 عملا سينمائيا، صور من بينها 118 عملا في الخمس السنوات الأخيرة. كما نشر نفس الموقع عدد رخص التصوير التي منحها المغرب للإنتاجات السنيمائية المحلية والأجنبية سنة 2017، والتي بلغت 574رخصة بالنسبة للإنتاجات الأجنبية، و638 رخصة للإنتاجات السينمائية المغربية. ومما لاشك فيه أن الديناميكية غير المسبوقة التي يعرفها الإنتاج السينمائي الوطني في الظرف الراهن، والحضور المتواصل للفيلم المغربي في المهرجانات العربية والدولية لخير مؤشر على أن الصناعة السينمائية في المغرب أصبحت تشق طريقها الصحيح،وتطرق أبواب العالمية عن جدارة واستحقاق. ولقيت أعمال العديد من المخرجين العالميين المصورة في المغرب نجاحا وإقبالا لايزال صداه يتردد بعد مرور عقود متتالية على بثها في أشهر صالات العرض السنيمائية، ومن بين هذه الأعمال من فاز بجوائز سينمائية عالمية. يذكر أن المغرب احتضن العديد من الأعمال السنيمائية القيمة والتي ذاع صيتها عالميا، أشهرها فيلم "الرجل الذي أراد أن يكون ملكا" (1975) للبريطاني جون هوستون، وفيلمي "آخر رغبات المسيح" (1987)، و"كوغدون" (1996) لعبقري السينما الأمريكية مارتنسكور سيزي، وفيلم "شايفي الصحراء" (1989) للإيطالي برناندو برتولوتشي، وفيلم "كلادياتور" (1998 / 1999) لهرم السينما الأمريكية ريدليسكوت.