انطلق، مساء اليوم الجمعة، الجمع العام الوطني السادس لحركة التوحيد والإصلاح بالرباط، الذي تروم أن يكون منعطفا جديدا في مسار التجديد الذي انخرطت فيه منذ سنوات. هذا الخيار عكسه شعار "الإصلاح أصالة وتجديد" المختار من طرف حركة التوحيد والإصلاح لجمعها العام الوطني السادس، الذي قال عبد الرحيم الشيخي، رئيس الحركة، إنه "تعبير عن رسوخ القناعة بالخيار الإصلاحي، الذي يمتح من المرجعية الإسلامية، وعن التعاون والبناء والانفتاح على مختلف الآراء". وأكد الشيخي، في كلمة ألقاها بالمناسبة، أنَّ "نهج حركة التوحيد والإصلاح في التجديد يقوم على الاعتزاز بالأصالة المغربية وبثقافة المجتمع، دون تعصب أو انغلاق"، مضيفا أن "التجديد سنَّة كونية وضرورة شرعية". وسيكون الجمع العام الوطني السادس لحركة التوحيد والإصلاح محطة لرسم توجهاتها وأولوياتها في المرحلة المقبلة، والتي ستتم المصادقة عليها في الجمع العام، الذي ستُنتخب فيه قيادة جديدة للحركة. وأوضح الشيخي، في تصريح لهسبريس، أنّ توجّه حركة التوحيد والإصلاح في المرحلة المقبلة هو "تعزيز ترشيد التدين وترسيخ قيَم الإصلاح، وتعزيز أدوار الفاعلين في الإصلاح، سواء الذين يتقاسمون معنا المبادئ نفسها، أو مع مختلف مريدي الإصلاح في الوطن". وفيما تُطرح أسئلة حول العلاقة التي تربط حركة التوحيد والإصلاح بحزب العدالة والتنمية، وما إن كانت الحركة ستسعى إلى الانفصال عن الحزب، الذي تشكّل ذراعه الدعوية، قال الشيخي: "لا يمكن أن نتحدث عن القطيعة مع الحزب". لكنه أشار إلى أنّ هناك نقاشا داخل الحركة حول هويتها ومستقبلها. وأوضح أنّ توجه حركة التوحيد والإصلاح هو إحداث التمايز بين ما هو دعوي وما هو سياسي، مضيفا "نحن نمضي بعيدا في ترسيخ هذا التمايز بين ما هو دعوي حركي، وحزبي سياسي، حتى تتضح هوية الحركة التوعوية التربوية الإصلاحية، دون أن تهتم بما هو حزبي، الذي تتولاه هيئات سياسية، وإن كنا نعبر عن آرائنا في قضايا سياسية". وشهد الجمع العام الوطني السادس حضور وفود أجنبية، خاصة من إفريقيا، حيث تساير الحركة السياسة الجديدة التي تنهجها المملكة بانفتاحها على محيطها الإفريقي.