ثورة ممتزجة بالموسيقى والقومية العربية أعلنها المطرب التونسي لطفي بوشناق من ركح مسرح قلعة (الشقيف) في الجنوب اللبناني، مهاجما ما بات يعرف إعلامية ب"صفقة القرن" التي تروجه الولاياتالمتحدةالأمريكية تهدف إلى تسليم القدس عاصمة لإسرائيل. "أجراس العودة"، التّي قدّمها بوشناق ضمن فعاليات المهرجان اللبناني، أثارت ردود فعل إيجابية لدى جمهور الفنان التّونسي؛ وقال في كلماتها: "أجراس العودة إن قرعت أو لم تقرع، فلم العجلة.. فالعرب بأخطر مرحلة وجميع حروفهم علّة..أغرتهم كثرتهم لكن، وبرغم جموعهم قلّة..وبوادي النمل إذا عبروا.. ستموت من الضحك النملة". وقال بوشناق في مقطع أثار إعجاب الجمهور: "أنا العربي، أنا من سيشهد في نهاية الحياة على الحياة. أنا العربي عزيز الروح لي فجر من الأمجاد، وإذا ما البحر طوّقني بموجه، صنعت من موجه طوق النجاة". وسعى بوشناق منذ بداياته الفنية إلى خوض رحلة فكرية موسيقية عميقة، وخاض في عوالم كثيرة تنقلت بين الحب والغربة والسياسية، واعتبر في تصريحات صحافية سابقة أن "الفنان كالسياسي، كلاهما له دور في صناعة التاريخ"، مبرزا أنّ "اللحن الممتاز والكلمة الراقية يعبران الحدود بدون قيود، شريطة أن يكون العمل صادقاً". وتابع لطفي: "الفنان هو الذاكرة والمرآة، وهو الموقف، وهو الفن، وهو الرسالة والضمير..هو منظومة كاملة. قد يكون دور الفنان الحقيقي أكبر من السياسي في هذه المرحلة الخطيرة من عمر وطننا العربي"، معتبر أنّ "ما وصلت إليه الأمة العربية ناتج عن غياب الثقافة ودور المثقف في المجتمع". وجمع بوشناق تراث الغناء الصوفي و"المالوف" والابتهالات الدينية ليحافظ على التراث الموسيقي العريق ويمزجه بالحداثة، ويتشبع إبداعه بالعروبة الأصيلة وإدانة القوى المعادية لها. ولطفي بوشناق مطرب وعازف عود ولد سنة 1952 في تونس العاصمة، يمزج في أدائه بين الأغنية الحديثة والموروث الشعبي التونسي. ويحفل رصيد بوشناق، الذي اختارته الأممالمتحدة سفيرا للنوايا الحسنة منذ سنة 2004، بالعديد من الأغاني التي تختلف ما بين الديني والعاطفي والسياسي، وبين الموسيقى الأصيلة والاجتهادات الحديثة.