أحيى المطرب وعازف العود التونسي لطفي بوشناق بحضور سمو الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام٬ أمسية غنائية على شاطئ كورنيش الفجيرة٬ ضمن فعاليات مهرجان الفجيرة الدولي للفنون بدورته الثانية. خلق بوشناق أجواء غير عادية على خشبة المسرح، وهو يصدح بمواويله وأغنياته التي تسافر بسامعها إلى عوالم أخرى بصوته القوي الذي هز أرجاء المسرح وقدم خلال الحفل مجموعة مختارة من أغاني الطرب العربي الأصيل والموروث الشعبي التونسي التي تمازجت بتناغم أطرب الجميع وخلقت جوا من الفرح، فدغدغت مسامع الجمهور وانصهرت مشاعره بعذوبة صوته القوي. افتتح المطرب أولى أغانية في حفله الفني بأغنية (عجبي منك ومني عجبي بك).."احتال على روحي وبي كلما أطفأ ناري لهب أينعت نارك تحت اللهب"٬ سارداً حكاية أغنيته التي أرادها للحظة مكاشفة مليئة بالمشاعر الإنسانية ولعاشق يستجير من رمضاء بلهيب حب محبوبته. كما قدم مجموعة من الأغاني التي شكلت لوحة فسيفسائية تضمنت الأغاني الوطنية والطربية والعاطفية ٬فكان أبرزها أغنية أيها الساكن عشاً في الهوا وأغنية (خدوا المناصب)٬ حيث تفاعل الجمهور بموجة تصفيق٬ كما نالت أغنية "أنا العربي" للشاعر آدم فتحي إعجاب الحضور. وامتدت أمسية لطفي بوشناق لينتقل من خلال مواويلها إلى عوالم موسيقية ساحرة امتدت لتصل عنان السماء بصوته العالي عندما غنى لليل بحزن وألم٬ فبث في النفوس الكثيرمن الحنين للزمن الجميل. ونلاحظ عبر مسيرة لطفي بوشناق الفنية الطويلة بين الأغنية الحديثة والموروث الشعبي التونسي، دوره الكبير في تهذيب التراث الشعبي التونسي بتقديمه الغناء الصوفي التونسي القديم والابتهالات الدينية٬ ومع ذلك لم يتغافل عن القضايا العالمية والعربية٬ فغنى عن ساراييفو والعراق وأطفال الحجارة وعن سوريا. كما انتهج رؤية جديدة في الأغنية التونسية برفقة الشاعرآدم فتحي٬ فمزج بين العاطفي والسياسي والموسيقى الأصيلة والاجتهادات المجددة٬ ولم تقل مساهماته في الأغنية العربية عنها في بلاده ٬إذ لا تخلو حفلاته من المواويل العراقية والأغاني الخليجية أوالمصرية والقدود الحلبية فاكتسب شهرة عربية واسعة. ووجه لطفي بوشناق رسالة محبة إلى إدارة مهرجان الفجيرة الدولي للفنون٬ على الجهود التي بذلتها للخروج بمنتج فني جميل، مشيراً أن الفجيرة عززت دورها في تكريس الفن وساهمت في إثراء المجتمع بمبادرات وفعاليات نوعية. وأكد بوشناق أن الفن هو الجامع الوحيد بين الدول العربية التي لها جذور وتاريخ مشترك٬ منوها بأهمية الفنان في أن يؤدي رسالته بكل أمانة وحب وصدق.