عبر الفنان التونسي لطفي بوشناق، عن فخره الكبير لوتيرة النشاط الثقافي الذي تعرفه المملكة المغربية عموما، ومدينة طنجة خصوصا، التي تحتضن فعاليت الدورة الأولى للمهرجان الدولي للمديح والسماع "مولديات البوغاز". وأكد بوشناق في تصريحات صحفية خلال لقاء خاص نظمته مؤسسة "مولديات البوغاز"، يوم الأربعاء بفندق "قصر الخليفة" بطنجة، عن اعتزازه بالمشاركة في هذه التظاهرة، لأسباب من ضمنها أنها تنظم في المغرب، الذي وصفه ببلده الثاني، إضافة إلى جودة فقرات هذا المهرجان، الذي يكرس الدينامية الثقافية التي تعرفها المملكة المغربية، حسب ما جاء على لسانه. الفنان التونسي الذي يشارك في فعالات الدورة الأولى من مهرجان المديح والسماع بطنجة، قال خلال نفس المناسبة، إن الفن والثقافة عنصران لا غنى عنهما في الحياة العامة في العالم العربي، معتبرا أن الثقافة هي الوسيلة الوحيدة الباقية في يد العرب من إجل إبراز الحقيقة ، في ظل الصور النمطية السائدة عن هذا الجزء من العالم. وشدد الفنان لطفي بوشناق، على ضرورة أن يعمل الفنانون والمثقفون على تحقيق ما عجزت عنه السياسة، لا سيما فيما يتعلق ببناء الإتحاد المغاربي، مناشدا المسؤولين عن قطاع الثقافة في دول هذا الإتحاد بالإنخراط في كل المبادرات التي من شانها تكسير الجمود الحاصل، بسبب ما خلفته السياسة، مؤكدا أن "الفن باق في الذاكرة بينما السياسة عابرة". يذكر أن مؤسسة "مولديات البوغاز"، قد برمجت سهرة فنية كبرى يحيي جانبا منها الفنان التونسي الكبير لطفي بوشناق، في افتتاح لدورة الأولى للمهرجان الدولي للمديح والسماع، الذي تنطلق فعاليته مساء يوم الخميس، وتحتضنه القاعة المغطاة بالزياتن. والفنان لطفي بوشناق، هو فنان وعازف عود تونسي، من مواليد العاصمة سنة 1952. وقد راوح خلال مسيرته الفنية الطويلة بين الأغنية الحديثة والموروث الشعبي التونسي فشارك في تهذيب التراث الشعبي التونسي في النوبة وخاض تجربة الحضرة مع فاضل الجزيري لجمع الغناء الصوفي التونسي القديم وقدم المالوف التونسي والابتهالات الدينية ومع ذلك لم يتغافل عن القضايا العالمية والعربية فغنى عن ساراييفو وعن العراق وأطفال الحجارة وعن ثورة سوريا. كما نهج بوشناق رؤية جديدة في الأغنية التونسية رفقة الشاعر آدم فتحي فمزج بين العاطفي والسياسي وبين الموسيقى الأصيلة والاجتهادات المجددة. ولم تقل مساهماته في الأغنية العربية عنها في بلاده إذ لا تخلو حفلاته من المواويل العراقية والأغاني الخليجية أو المصرية والقدود الحلبية فاكتسب شهرة عربية واسعة قل أن يكتسبها فنان لم يخض غمار الأغنية السوقية التي انتشرت في أيامه.