قالت الهند إنها استبعدت أكثر من أربعة ملايين شخص من مسودة قائمة بأسماء المواطنين، في ولاية آسام الحدودية، لأنهم لم يتمكنوا من تقديم وثائق سليمة وذلك في تحرك يؤجج المخاوف بشأن مستقبل الآلاف في المنطقة. وقال شاهد من رويترز إنه جرى تشديد الإجراءات الأمنية عبر الولاية المتاخمة لبنغلادش، فيما يخشى آلاف المسلمين الذين يتحدثون البنغالية من إرسالهم إلى مراكز احتجاز أو ترحيلهم. وولاية آسام، التي تشتهر بزراعة الشاي، محور لتوترات اجتماعية وطائفية .. إذ يشن السكان المحليون حملات ضد مهاجرين غير شرعيين في معركة أيدتها حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي التي يقودها الهندوس القوميون. وفي عام 1983 لاحقت حشود مسلحة بأسلحة بيضاء العشرات وقتلتهم بنية طرد المهاجرين المسلمين. وقالت الحكومة إن المسودة لا تهدف لطرد الناس، وإن من لم تدرج أسماؤهم في القائمة سيحصلون على فرصة لإعادة التقدم بأوراقهم. وقال سايليش، مفوض تعداد السكان، ضمن تصريح للصحفيين في جواهاتي، كبرى مدن الولاية، إنه "بناء على هذه المسودة، لا يوجد مجال لإحالة أي شخص إلى مراكز احتجاز أو لمحاكم الأجانب". وهرب مئات الآلاف من الناس إلى الهند من بنغلادش خلال حرب الاستقلال عن باكستان، في أوائل السبعينيات، واستقر معظمهم في ولاية آسام التي تمتد حدودها مع بنغلادش لمسافة 270 كيلومترا. وذكر سايليش أن أكثر من 30 مليونا تقدموا بأوراقهم، وأنه جرى استبعاد 4.007.707 من القائمة. حيث يتعين على كل سكان آسام تقديم وثائق تثبت أنهم أو أسرهم كانوا يعيشون في البلاد قبل 24 مارس 1971 لكي يتم الاعتراف بهم كمواطنين هنود. ويرى منتقدون أن اختبار المواطنة هو إجراء آخر يدعمه حزب بهاراتيا جاناتا، بقيادة مودي، ويستهدف الأقلية المسلمة .. بينما ينفي التنظيم أي تحيز، لكنه يقول إنه يعارض سياسة استرضاء أي طائفة من طوائف المجتمع.