حثّ رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، الطلبة المهندسين المتخرجين من المدرسة الوطنية العليا للمعلوماتية وتحليل النظم، التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط، على اتخاذ "المعقول" نهجا لهم بعد ولوجهم سوق الشغل، والتفاني في خدمة بلدهم. ففي كلمة ألقاها ضمن حفل التخرج، الذي نظمته المدرسة الوطنية العليا للمعلوماتية وتحليل النظم، قال العثماني للمهندسين المتخرجين: "خصكم تخدمو بلادكم بالنية وبالمعقول، وتخدمو أغراس أغراس، والذي يعني التشبث بالطريق القويم، فهذا هو مفتاح النجاح". كما أوصى رئيس الحكومة المتخرجين، أيضا، بالتشبث بالأخلاق، معتبرا أن "كل شيء في العالم مبني على الثقة وعلى الأخلاق"، قبل أن يمازحهم بالقول: "أعتقد أنكم طلبة مجدّون ومجتهدون، ولا أظن أنكم تغشون في الامتحانات، لذلك لا أعتقد أنكم ستغشون في عملكم عندما تشتغلون". واسترسل العثماني مخاطبا الطلبة المهندسين المتخرجين: "بلادنا محتاجة للجدية والمعقول، ومحتاجة اللي يخدمها بالنية"، مُضيفا أن خريجي المدرسة الوطنية العليا للمعلوماتية وتحليل النظم "تتهافت عليهم الشركات من الداخل والخارج، وهذا دليل على أن هذه المؤسسة تخرج كفاءات يحتاج إليها المغرب". وتعتبر المدرسة الوطنية العليا للمعلوماتية وتحليل النظم مِن أعرق المدارس المغربية المتخصصة في هذا المجال، إذ أحدثت منذ 27 عاما، وتخرجت منها أفواج مِن الأطر والكفاءات المغربية. وقال محمد السعيدي، رئيس المدرسة، إن الاختصاصات التي يتكون فيها المهندسون داخل المؤسسة، وهي بالأساس التقنيات والاتصالات، تعرف طلبا غير مسبوق، مشيرا إلى أن المهندسين الذين يتخرجون من المدرسة يساهمون في تطوير مجال التقنيات والمعلوميات في المغرب. واعتبر السعيدي أن الحصيلة، التي حققتها المدرسة الوطنية العليا للمعلوماتية وتحليل النظم هذه السنة، إيجابية جدا، حيث وصلت نسبة النجاح إلى 90 في المائة، ونوقشت بها 27 أطروحة دكتوراه حول الذكاء الصناعي والرقمي وتخصصات أخرى، ونشر طلابها أزيد من 200 مقالة علمية في مجلات دولية محكّمة، كما سجلوا ست براءات اختراع على الصعيدين الوطني والدولي. من جهته، قال خالد الصمدي، كاتب الدولة لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، إن المغرب "يستحق أن يكون له أبناء في مستوى عال من التكوين في مختلف المؤسسات، لأنه يشق طريقه نحو التقدم بهدوء، وأصبح رقما صعبا في محيطيه الإقليمي والدولي. وأكد الوزير المنتدب المكلف بالتعليم العالي أن الكفاءات المغربية مطلوبة في الداخل والخارج، معتبرا أن المغرب أصبح نقطة جذب للاستثمارات، "وهذا يعني أن النسيج الاقتصادي والاجتماعي فيه استقرار ويتميّز بتخريج الكفاءات العالية المطلوبة في سوق الشغل على الصعيدين الوطني والدولي". فيما قال عبد الحنين بلحاج، رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط بالنيابة، إن المدرسة الوطنية العليا للمعلوماتية وتحليل النظم حققت قفزة نوعية، وأصبح لها إشعاع علمي لافت على المستويين الوطني والدولي، مُضيفا أن "جامعة محمد الخامس لن تدخر جهدا في تقديم الدعم للمدرسة، انسجاما مع سياسة المغرب في مجال مواكبة الثورة الرقمية والتكنولوجيا الحديثة".