بين فرصة التكوين التي تتُاح ل500 طالبة بشكل سنوي وعدد مناصب التوظيف القليلة المُتبارى حولها، تواجِهُ خريجات مسلك "القبالة" بالمعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بالمغرب شبح البطالة. وفي الوقت الذي تُدافع فيهِ على ضرورة تعزيز تكوين "القابلات" وتحسين قدراتهن للحفاظ على الصحة الإنجابية للأم، من أجل مكافحة وفيات الحوامل والأطفال، تقرر وزارة الصحة العدول عن فتح مباراة ولوج مسلك "القبالة" والمساعدة في المجال الطبي والاجتماعي، سلك الإجازة لسنة 2018، وفق الإعلان التعديلي الذي أصدرته. وتبقى "القبالة" من المهن التمريضية التي تعرف ولوجا كبيرا، نظرا للدور الذي تضطلع به "القابلة" في ما يخص الرعاية الصحية للأم، في كل مراحل الولادة، إلى جانب صحة الطفل. غير أن هذا المسلك يعيش على صفيح ساخن مع تردي الأوضاع العامة الخاصة بالمهن التمريضية وتقيات الصحة؛ إذ قررت التنسيقية الوطنية لطلبة وخريجي وممرضي المعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيات الصحة خوض احتجاج أمام وزارة الصحة، الخميس المقبل، ضد سياسة التعاقد التي تهدف الوزارة إلى تطبيقها داخل قطاع الصحة، ولإثارة الانتباه إلى المشاكل التي تنخرُ تخصص التمريض على وجه الخصوص. التنسيقية الوطنية للقابلات تستعد هي الأخرى للخروج للاحتجاج على الأوضاع التي تعيشها القابلات، ومن المقرر أن تنظم وقفة أمام وزارة الصحة مصحوبة باعتصام لم تحدد تاريخهما بعد. لطيفة وسمي، عضو التنسيقية الوطنية للقابلات رئيسة التنسيقية المحلية بالدار البيضاء، قالت: "حتى وإن قام وزير الصحة بإيقاف التكوين لموسم دراسي واحد فهذا لا يكفي، لأنه يجب إيقاف التكوين إلى غاية تسوية وضعية الخريجات العاطلات". وأضافت وسمي، في تصريح لهسبريس، أن "القابلات يطالبن دائما بالحوار لإيجاد الحلول، في وقت تُسجل فيه التنسيقية الوطنية خصاصا على مستوى الأطر التمريضية في المستشفيات العمومية،" موردة: "كنا دائما نطالب بالحوار، وآخر مرة تحاورنا مع مديرة ديوان وزير الصحة التي قالت إنها ستخبر الوزير بملفنا المطلبي". وسمي، خريجة دفعة 2015، التي مازالت تبحث عن عمل، قالت "لقد تم إقصاؤنا سنة 2017 من مباراة التوظيف، وفي سنة 2018 قمنا بإجراء المباراة ونحن 2000 قابلة عاطلة، في حين تم الإعلان أنه سيتم توظيف فقط 300 قابلة، وبالتالي ف 1700 قابلة ستبقى عاطلة". المتحدثة استهجنت العدد القليل من المناصب التي يتم تخصيصها للقابلات مقارنة مع العدد الكبير منهن اللواتي يستفدن من التكوين، موردة أنه لا يتجاوز 120 أو 140 منصب شغل، مشددة على رفضهن لسياسة التعاقد. وكانت منظمة الصحة أشارت في وقت سابق إلى أن المغرب يبذلُ مجهودات من أجل تقليص وفيات الأمهات والأطفال دون سن الخامسة، من خلال خطة عمل لما بعد 2015؛ وذلك بتكثيف العمل على تكوين القابلات، غير أن تزايد عدد العاطلات منهن يسائل رهانات الوزارة. *صحفية متدربة