كان مجموعة من الشباب، مساء الجمعة، على موعد مع ذكرى وفاة الشاب الناشط في حراك الريف، عماد العتابي، الذي توفي بعد إصابته في رأسه في العشرين من يوليوز من السنة الماضية، بعد تدخل قوات الأمن لتفريق مسيرة الحسيمة عبر استعمال الغاز المُسيل للدموع. وحضر الوقفة، التي نظمتها لجنة الحراك الشعبي بالرباط، عشرات من الشباب، في غياب تام للرموز الحقوقية البارزة والمدافعة عن حراك الريف، حيثُ ردد الحاضرون شعارات من قبيل: "العتابي مات مقتول.. والمخزن هو المسؤول"، "الشهيد خلا وصية.. لا تنازل عن القضية"، "عاش الشعب عاش عاش.. المغاربة ماشي أوباش". وندد الحاضرون بما ارتُكِب في حق المشاركين في مسيرة 20 يوليوز بالحسيمة، التي راح ضحيتها الشاب عماد العتابي، مُحمّلين المسؤولية للدولة، التي قامت ب"التعتيم" على الحدث. وقال أحد المتدخلين في كلمة له أمام البرلمان: "أرادوا الحفاظ على عماد العتابي تحت التنفس الاصطناعي كي تهدأ العاصفة، وكنا نعلم أن العاصفة لن تنتهي إلا بالاستجابة لمطالب الريف وجرادة ومطالب كافة الشعب المغربي بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية". وأضاف "خرج الشعب المغربي في مسيرات مليونية في كل المدن من أجل الحرية والكرامة، لكن الدولة كعادتها تصم آذانها وتغلق أعينها. لا نعرف إلى أين تقود الدولة هذا البلد بعدم استجابتها لمطالب الشعب، واستمرارها في مسلسل قمع مطالبه السلمية". ولم يفوت الحاضرون في الذكرى الأولى لوفاة العتابي مناصرة الصحافي المعتقل حميد المهداوي، وناصر الزفزافي المحكوم عليه بعشرين سنة سجنا، وبقية معتقلي حراك الريف، معتبرين أن الأحكام لن "توقف مسيرة شعب، ولن تُسكِت أحدا". كما اتهموا الدولة ب"قتل" بائع السمك محسن فكري والناشط عماد العتابي. وطالب الحاضرون في الوقفة، التي اختار المشاركون فيها أن تكون صامتة في البداية، الإفراج الفوري عن كل المعتقلين، وتحقيق الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وقال حمداش التهامي، عضو لجنة الحراك الشعبي بالرباط: "نحن اليوم نلتقي في إطار وقفة رمزية تخلد مرور سنة على استشهاد المناضل عماد العتابي في المسيرة التي كانت في العشرين من يوليوز في الحسيمة، والتي اعتقل على إثرها الصحافي حميد المهداوي، ومنذ ذلك الوقت وقبله وبعده، لا تزال نضالات الشعب المغربي مستمرة، والقمع والاعتقالات والأحكام الظالمة والجائرة مستمرة في هذا البلد". وأضاف حمداش، في تصريح لهسبريس، أن "نضالنا سيستمر، وندين بقوة هذه الأحكام الظالمة، ونعتبرها تسخيرا من طرف القضاء من أجل إسكات صوت الشعب من أجل مطالبه في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية". واستطرد قائلا: "التقينا في هذه الوقفة الرمزية حتى نبقى أوفياء لدماء الشهداء وللمعتقلين ولكافة من يناضل من أجل الكرامة، ولننبه الدولة المغربية إلى أن استمرارها في تجاهل مطالب الشعب يقود البلد نحو الكارثة، إن لم يكن قد وصلها بالفعل، ونطالب بأن تتم الاستجابة الفورية لكافة المطالب، والإفراج عن كافة المعتقلين في السجون المغربية وكافة المعتقلين السياسيين". *صحافية متدربة