بالرّغم من الصحوة التّي يعيشها القطاع الفنّي بالمغرب، إلا أنّ الأوضاع المهنية والاجتماعية لعدد من الفنانين، بالإضافة إلى التأخر في إصدار القوانين التنظيمية لقانون الفنان والمهن الفنية، تعرقل مسار إصلاح الشأن الثقافي والفنّي. عبد الكبير الركاكنة، رئيس الاتحاد المغربي لمهن الدراما المنتخب حديثا، قال: "رغم التجربة المهنية والفنية التّي راكمها عدد من الفنانين إلا أنّهم أصبحوا عاطلين العمل، ولا أحد يفكر في ترشيحهم لعمل ما، بالإضافة إلى الأخبار التي نطلع عليها بين الفينة والأخرى باستغاثة بعضهم بسبب وضعهم الاجتماعي أو الصحي المزري بسبب التهميش الذي يعيشونه". الممثل والمخرج المغربي أورد في تصريح لهسبريس أنّ "هؤلاء الفنانين الذين يعانون وضعا مزريا يرفضون المبادرة من أجل اقتراح اشتغالهم في عمل ما"، مبرزا أن "القطاع خلال ثلاثة عقود لم يجن العاملون فيه أية نتائج إيجابية أو مكاسب تم تطبيقها على أرض الواقع باستثناء القليل منها، مثل تأسيس تعاضدية الفنانين، بل ظل العديد من المنتمين إليه يعانون من مشاكل متعددة". وذكر الركاكنة أنّ الهدف من تأسيس الاتحاد المغربي لمهن الدراما كإطار نقابي جديد يجمع مختلف التصنيفات المهنية في الفنون، هو "العمل على تحسين الأوضاع المهنية والاجتماعية لعدد من الفنانين، وفتح النقاش حول عدّة أوراش إصلاحية". ومن بين هذه الأوراش التي سيفتح النقاش حولها، يوضح المتحدث نفسه: "تحصين حقوق المؤلف والحقوق المجاورة، والانخراط في مسلسل إصلاح عدد من القوانين، في مقدمتها الترافع مع الوزارة الوصية والمؤسسة التشريعية من أجل تنزيل القوانين التنظيمية لقانون الفنان، وحماية سوق الشغل وحقوق وكرامة الفنانين، وإخراج آلية تمكن الفنانين من التعويض على إعادة بث أعمالهم في جميع القنوات". "إلى جانب ذلك، حان الوقت لتنزيل كوطا 60 في المائة لحاملي بطاقة الفنان الذين لهم الأولوية في الحصول على الشغل، وتطوير مكتسب الدعم المسرحي إنتاجا وترويجا، وتطوير مكتسب التغطية الصحية للفنان من خلال إحداث آلية للخدمات الاجتماعية"، يقول الركاكنة، مضيفا أن "أغلب المؤسسات الإنتاجية تعتمد على المال العام، ومن العيب والعار أن لا يكون هناك مبدأ تكافؤ الفرص بين الفنانين". وفي المجال المسرحي يرى الركاكنة أن "من بين الأشياء التّي تهدد بانهيار القطاع فرض ضريبة مهنية على الفرق المسرحية والجمعيات الثقافية، علما أنّها ليست بشركات أو مقاولات خاصة، في الوقت الذي يشمل دورها الإبداع والتحسيس فقط". وأشار الركاكنة، في التصريح ذاته، إلى أن "الاتحاد المغربي لمهن الدراما تأسس على مبدأ التعددية الذي يكفله الدستور المغربي"، مضيفا: "نحن لا نلغي ولا نحارب أي تنظيم، لأنّ الهدف هو العمل جميعا من أجل النهوض بأوضاع الفن والفنانين، والاشتغال على المدى البعيد".