عرِف معاقل تنظيم "داعش" الإرهابي اندحاراً كبيراً في الأراضي السورية، وتعيشُ المغربيات اللواتي كنّ قد التحقن رفقة أطفالهن بأزواجهن، المقاتلين إلى جانب جماعات إرهابية، ظروفاً صعبة داخل مخيمات في شمال سوريا؛ بينما أعلن مرصد الشمال لحقوق الإنسان أن السلطات المغربية أبلغت قوات سوريا الديمقراطية رفْضها إعادة أزيد من 200 امرأة وطفل يوجدون بمخيماتها إلى المملكة. ويطالبُ مرصد الشمال الحكومة المغربية بالعمل على إعادة الأطفال والنساء الموجودين في مخيمات شمال سوريا إلى بلدهم بعد توصل الهيأة بنداءات استغاثة منهم ومن ذويهم بالمغرب، مشيراً إلى أن "رفض السلطات المغربية جاء في وقت قامت فيه مجموعة من الدول بإعادة النساء والأطفال إلى أوطانهم الأصلية بعْد أن كانوا عالقين في الأراضي السورية". وتقول بعض النساء اللواتي التحقن بأزواجهن الذين كانوا يقاتلون إلى جانب جماعات إرهابية، على رأسها "داعش"، في تصريحات نقلها "مرصد الشمال"، إنهن "نادمات على ذلك ومستعدات للخضوع إلى محاكمة عادلة، شريطة إعادتهن رفقة أبنائهن إلى بلدهم وعدم تركهم لمصير مجهول". وأكد المرصد الحقوقي أن أزيد من 35 امرأة رفقة حوالي 50 طفلا من أبنائهن تم تسليمهم في الأسابيع الأخيرة لعناصر من "داعش" بصفة قسرية، وبتهديد من عناصر قوات سوريا الديمقراطية، موضحا أن النساء المتواجدات بمخيمات اللاجئين التابعة لإدارة قوات سوريا الديمقراطية كن قد طالبن السلطات المغربية بالتدخل العاجل قصد إعادتهن إلى بلدهن. وقد سبق للمرصد الحقوقي أن راسل اللجنة الدولية للصليب الأحمر للتدخل لدى القائمين على المخيمات من أجل عدم تسليم النساء المغربيات لقوات "داعش"، أو للسلطات العراقية، لأن ذلك "قد يعرض حياتهم للخطر". وكانت آخر الأرقام الرسمية التي قدمها عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، قد أشارت إلى حصيلة مُرتفعة من النساء المغربيات المقاتلات في صفوف "داعش" بسوريا والعراق، بلغ عددهن 284، منهن 52 عدن إلى المغرب، فيما يبلغ عدد الأطفال والقاصرين قرابة 333. ويتواجد في الساحة السورية والعراقية حوالي 1631 مغربيا، 865 منهم "مقاتلون رسميون" في صفوف "داعش". وفي سياقٍ آخر، أورد مرصد الشمال لحقوق الإنسان، الناشط أساسا من تطوان، ما كشفت عنه السلطات المغربية سابقا من أن حوالي 300 امرأة وأزيد من 333 طفلا، بينهم 150 فتاة قاصرا، التحقن منذ 2011 ببؤر التوتر في سوريا والعراق، أغلبهن انضممن إلى تنظيمات متطرفة على رأسها "داعش". وكشف المصدر ذاته أنه منذ بداية 2017 عادت أزيد من 150 امرأة إلى المغرب بعدما بدأ وهم "دولة الخلافة" يتبدد.