تحت تعزيزات أمنية مكثفة، فككت السلطات المحلية بمدينة فاس، صباح اليوم الأحد، مخيم محطة القطار الذي كان يأوي عددا كبيرا من المهاجرين المنحدرين من دول جنوب الصحراء، وسط اندلاع حريق مهول رافقته انفجارات قوية لعدة أسطوانات للغاز هزت المنطقة المجاورة للمخيم. وانطلقت هذه العملية، التي سبقها إغلاق جميع المنافذ المؤدية إلى موقع المخيم من طرف العناصر الأمنية، فجرا، عبر تعبئة عدة جرافات وشاحنات لهدم الخيم البلاستيكية وإزالتها من عين المكان. وأوردت مصادر هسبريس أن عددا من المهاجرين بادروا إلى الانسحاب من المخيم قبل بدء عملية تفكيكه، بينما حاول بعضهم "الصمود" قبل رضوخهم للأمر الواقع واختيارهم "الاستسلام"، مبرزة أن ألسنة النيران شبت بشكل مفاجئ بالخيم البلاستيكية للمخيم، تلتها انفجارات قوية لقنينات الغاز، قبل السيطرة على الوضع من طرف عناصر الوقاية المدنية التي كانت متواجدة بعين المكان. وفي تعليق له على هذه العملية، عبر ديالو مامادو بهوي (Dialo MAMADOU BHOY)، منسق الجمعية المشتركة للجاليات جنوب الصحراوية بالمغرب (CCSM)، في تصريح أدلى به لهسبريس، عن رفضه لطريقة إخلاء مخيم محطة القطار بفاس من طرف السلطات المحلية، قائلا: "نحن نرفض أن يعيش المهاجرون في مثل هذه المخيمات، لكن المقاربة التي اعتمدتها السلطات في إخلاء المخيم لا تشجع على اندماج المهاجرين من دول جنوب الصحراء، وعلى السلطات المغربية التفكير في حلول دائمة لهم". وبعدما كشف أن جمعيات المهاجرين الأفارقة بالمغرب بصدد جمع المعطيات المتعلقة بهذه العملية، أكد المتحدث أن من بين الهاجرين المرحلين أطفال ومهاجرون نظاميون، موردا أن جمعيته تمكنت من ربط الاتصال بمجموعة من المرحلين الذين تم نقلهم إلى قلعة السراغنة بواسطة حافلات للنقل العمومي. وأشار الناشط الجمعوي في صفوف مهاجري دول جنوب الصحراء إلى أنه لا يعرف عدد المرحلين بالتحديد، قائلا: "ما نعرفه هو أن أزيد من 500 شخص كانوا يقيمون في ذلك المخيم، ونحن ندعو السلطات المغربية إلى التنسيق مع جمعيات المجتمع المدني لتحسيس المهاجرين بأهمية الاندماج في المجتمع المغربي". وفيما اعتذر عبد المجيد المكني، رئيس اللجنة الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان بفاسمكناس، عن الإدلاء بأي تصريح لهسبريس حول عملية تفكيك مخيم المهاجرين الأفارقة بحكم تواجده خارج المدينة، أورد عبد الرحيم المرابط، رئيس فرع فاس سايس للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أنه خلال زيارة وفد عن جمعيته، ليلة أمس السبت، إلى المخيم المذكور، وقف على ما وصفها بحالة الرعب والترقب التي عاشها المهاجرون هناك نتيجة إغلاق السلطات جميع المنافذ المؤدية إلى عين المكان، مبرزا أن حوالي 100 مهاجر، ضمنهم عشر نساء، غادروا، إثر ذلك، المخيم. وأضاف المرابط أن أعضاء جمعيته وقفوا، صباح اليوم الأحد، على إغلاق كل الطرق وقطع حركة السير قرب مكان المخيم، مبرزا تضامن "AMDH" مع المهاجرين جنوب الصحراء في ما "يتعرضون له من معاملة حاطة بالكرامة الإنسانية"، مطالبا "الدولة المغربية باحترام تعهداتها الدولية ذات الصلة بالهجرة"، و"بنقل المهاجرين المرحلين من المخيم في شروط إنسانية تحفظ كرامتهم، وإيوائهم في ظروف ملائمة في المكان الذي نقلوا إليه". وأفادت السلطات المحلية لولاية جهة فاس-مكناس، في بلاغ لها أصدرته ظهر اليوم، أنه "أثناء إخلاء عقار تابع للمكتب الوطني للسكك الحديدية متواجد بجوار محطة القطار الرئيسية بفاس، صباح اليوم الأحد، من مجموعة من المهاجرين المنحدرين من عدد من الدول الإفريقية، تم تسجيل اندلاع حريق جرت السيطرة عليه في حينه من طرف أفراد الوقاية المدنية". وقد خلف هذا الحادث، الذي لم يسجل أية إصابات بشرية، تضيف الوثيقة ذاتها، إتلاف 50 مخبأ بلاستيكيا وانفجار 7 قنينات غاز من الحجم الصغير كان المعنيون بالأمر يستعملونها للطهي بالمكان المذكور، مبرزة أن السلطة الولائية كانت قد قامت، بتنسيق مع المصالح الأمنية واللجنة الجهوية لحقوق الإنسان، باتخاذ كافة الإجراءات من أجل إخلاء العقار المشار إليه حيث مرت هذه العملية في ظروف عادية.